التهامي الوهابي-ومع
يتربع رشيد المرابطي على عرش ماراثون الرمال منذ أكثر من عقد من الزمن، وذلك بعدما تمكن من كسر هيمنة الأخوين أحنصال على هذا السباق الأسطوري، وهو اليوم على بعد لقب واحد ليعادل الرقم القياسي للحسن أحنصال الذي حقق عشرة ألقاب خلال مسيرته.
انطلقت رحلة الشاب المنحدر من زاكورة سنة 2011، حينما فاجأ الجميع بعد تفوقه على محمد أحنصال شقيق لحسن الذي كان الجميع يعتقد حينها، أنه لا يمكن التغلب عليه.
استطاع رشيد الذي كان يبلغ من العمر 29 ربيعا وقتها، كسر هيمنة الإخوة أحنصال الفائزين بـ15 لقبا من ماراثون الرمال، عشرة منها من نصيب لحسن، وخمسة لشقيقه الأصغر محمد، الذي تسلم المشعل من شقيقه طامحا لمعادلة سجل ألقابه أو ربما تجاوزه، لكن قوة وصلابة رشيد حالت دون ذلك.
لم يكن طريق التألق معبدا أمام رشيد، فبعد المفاجئة التي حققها خلال مشاركته الأولى وإبرازه مؤهلات كبيرة لمقارعة عمالقة الماراثون، أرغمته الإصابة التي تعرض لها على مستوى الركبة خلال المرحلة الكبرى من ماراتون الرمال لسنة 2012 على الانسحاب قبل مرحلتين من نهاية المنافسة.
ورغم عودته سنة 2013 بنفس القوة والرغبة في الفوز، إلا الحظ لم يكن بجانبه مرة أخرى، بسبب تجدد الإصابة التي عانى منها خلال النسخة السابقة، وبالتالي كان عليه الإنتظار حتى سنة 2014 ليحقق لقب ماراثون الرمال من جديد.
ومنذ سنة 2014، أصبح المرابطى آلة لحصد الألقاب حيث حقق بعدها سبعة ألقاب على التوالي، ليصبح على بعد لقب واحد من معادلة سجل أسطورة ماراثون الرمال لحسن أحنصال.
يقول رشيد المرابطي بابتسامته التي لا تفارق محياه أبدا “أنا متحمس جدا للظفر بلقب هذه السنة، وقد تدربت جيدا للوصول إلى هناك” في إشارة الى عبور خط النهاية.
ويتابع صاحب الـ41 ربيعا بنبرة تعكس الثقة الكبيرة في النفس، “راكمت تجربة كبيرة خلال مساري، وأعتقد جازما أن الفوز بماراثون الرمال لا يحتاج فقط إلى القوة والعزيمة أو حتى الرغبة في الفوز، بل يقتضي الأمر الكثير من الخبرة، والتكيف مع مسارات المنافسة، لاختيار الوقت المناسب لرفع الإيقاع أو خفضه”.
ويمكن اعتبار نسخة هذه السنة مميزة بشكل منقطع النظير، كونها تعرف عودة لحسن أحنصال الذي يبلغ من العمر 53 سنة لخوض غمار الماراثون.
وبحسب المتتبعين فإن مشاركة أحنصال ليست للمنافسة على اللقب، بل لتقاسم الخبرة مع فريقه المكون من الأخوين عزيز و حميد يشو المنحدران من زاكورة مسقط رأسه.
ويعتبر عزيز المنافس المباشر لرشيد وشقيقه الأصغر محمد، حيث شارك ثلاث مرات، حل رابعا في الأولى بعد تعرضه لعقوبة حرمته من المرتبة الثالثة وثالثا في الثانية، فيما يحتل المرتبة الثالثة في سبورة الترتيب هذه السنة بفارق لا يتجاوز الأربع دقائق عن المتصدر.
ولدى سؤال لحسن الذي غزى الشيب لحيته عن شعوره إذا ما عادل رشيد عدد ألقابه هذه السنة، قال أثناء استراحته في الخيمة التي يتشاركها مع عزيز و حميد يشو وبعض المغاربة الآخرين، بابتسامة عريضة، “مرحبا، إن استطاع تحقيق ذلك سأكون سعيدا من أجله”.
من جهته، يدرك رشيد المرابطي أنه في حالة تحقيقه نصرا آخر، فإن معلمه سيرحب به بأذرع مفتوحة، وسيشارك الاثنان الرقم القياسي لأكبر عدد من الانتصارات في ماراثون الرمال، وهذا، على الأقل لمدة سنة واحدة، لأنه بمجرد انتهاء نسخة 2023، سيبحث رشيد عن تحطيم رقم معلمه السابق.
لم يحسم أي شيء بعد، وما زالت أمام رشيد المرابطي ثلاث مراحل منها المرحلة الكبرى التي تمتد على مسافة 90 كلم، تليها مرحلتان تتجاوز مسافتهما الخمسين كلم، كما أن عزيز وشقيقه حميد اللذان يدربهما أحنصال لن يجعلا المهمة سهلة أمامه، فهل يحقق رشيد اللقب العاشر؟.