ياسين الزكراوي
حلة لحظة الحسم، وحانت ساعة الحقيقة، وبدأت القلوب بالخفقان، والأفئدة على أشدها. وثب الأسود أرضية الملعب بأقدام ثابتة، واثقي الخطى يسيرون نحو حلم طال غيابه عن الساحة الأفريقية والعربية.
وقف اللاعبون على حافة الحلم وهم أمل في الحدو والمضي قدما نحو مربع الأبطال، صافرة الانطلاق قد أعطيت ولا مجال للعودة، فالخروج هنا إما منهزما أو فائزا، وكما يقال عند الامتحان يعز المرء أو يهان.
بدأ الحوار الثنائي بين الطرفين، حوار بخلفيات تاريخية وأخرى نفسية، مباشرة دخل البرتغاليون في أطوار اللقاء مباشرة معلنين عن أولى المحاولات عن طريق جواو فيليكس انبار لها الحارس بونو بروعة، نفس اللاعب سيعود ليهدد مرمى الاسود لكن هذه المرة الحظ كان نصيب الاطلسيين.
لم ينتظر الأسود طويلا ليرسلوا الرد كإشارات الانذار للضفة الأخرى، رأسية النصيري علت القائم، دقائق قليلة بعدها، نفس اللاعب وبإرتقاء أدهل رونالدو يرسل قديفة لهب برأسه، لم ير لها الحارس البرتغالي من أثر سوى في الشباك، ليعلن النصيري افتتاح التسجيل للأسود ووضع اولى الأقدام في مربع الكبار ويريح كل القلوب.
محاولات البرتغاليين كان كثيرة لكنها لم تصل لمبتغاها، تسديدة مفاجئة من برونو فيرنانديش مرت من أمام بونو والقائم يتصدى، ومع اقتراب نهاية الفصل الاول من اللقاء جدد الأسود تهديدهم للمنافس بكرة لم يركز فيها عطية الله، مرت بجانب المرمى، وكأنهم يقولون نحن حاضرون رغم قلة المحاولات.
مع صعود اللاعبين لأرضية الملعب تحصل الاسود على ركلة حرة كاد خلالها زياش أن يعيد الى الأدهان هذفه في مرمى بلجيكا وإن كان مرفوضا، والياميق يفشل في اسكانها الشباك.
عزيمة البرتغاليين لم تكن كافية لتجاوز دفاعات ومرمى الأسود، دخول رونالدو شكل دفعة معنوية للاعبين وكاد جواو ان يصل الى الشباك لولى براعة القفاز الذهبي لبونو، الذي تسيد اللقاء ووقف سدا منيعا امام كل التسديدات بما فيها تسديدة الدون.
لم يكتف الأسود بالدفاع ومشاهدة الخصم يحتكر الكرة، لكنهم قاموا بهجمات مرتدة بين الفينة والأخرى، لكن اللمسة الأخيرة كانت مفقودة عند أبوخلال، هكذا إذن ينتهي فصل آخر من فصول حرب معركة وادي المخازن، بجون قديم يعاد أو جديد يذكر، الأسود يتسيدون الموقف، والمغرب في نصف النهائي لأول مرة في تاريخ أفريقيا.