التحقت مدينة الصويرة بنادي المدن المغربية، المتوفرة على معرض إقليمي للنشر والكتاب، والذي فتحت دورته الأولى أبوابها، أمس الاثنين، أمام الجمهور.
وتشكل هذه التظاهرة، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، إلى غاية 23 أكتوبر الجاري، تحت شعار “الابداع في مدينة الانفتاح والتعدد”، دون شك، تكريسا بليغا للعدالة الترابية في المجال الثقافي.
ويأتي تنظيم هذه التظاهرة الثقافية سعيا من القطاع الوصي إلى ترسيخ ثقافة الكتاب وإشاعتها على نطاق واسع، بين مختلف شرائح المجتمع والتعرف على آخر الإصدارات الأدبية والفنية، مما من شأنه أن يساهم في تجسير الروابط الابداعية بين الكتاب والمؤلفين المغاربة وعموم المهتمين بالشأن الثقافي.
وعبرت المديرة الإقليمية للثقافة بالصويرة، زهور أمهاوش، في تصريح لقناة (إم 24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادتها الغامرة بتنظيم هذا المعرض بمدينة الرياح، والذي من شأنه تقريب الكتاب من الأجيال الصاعدة ومن الجمهور العريض، مبرزة البرمجة الغنية والمتنوعة من الأنشطة الموازية لهذه الدورة الأولى.
ولاحظت أمهاوش أن الأمر يتعلق ببرمجة صويرية بنسبة 100 بالمئة، موضحة أن المنظمين حرصوا على تخصيص مساحة متميزة للإبداع الثقافي المحلي، وللاحتفاء بالمبدعين المحليين، مع الانفتاح على مختلف الروافد التي تشكل خصوصية الصويرة.
وأشارت إلى أن التيمة الرئيسية لهذه الدورة، تروم تسليط الضوء على التراث الثقافي المحلي، وعلى الخصوص، من خلال ندوات موجهة لهذا الغرض، مسجلة أن المعرض يبرز أيضا آخر إصدارات كتاب وشعراء من الصويرة، حيث سيتم، في هذا الصدد، توقيع سلسلة من الأعمال، وهو الأمر ذاته بالنسبة للفنون التشكيلية، من خلال تنظيم معرضين.
وكشفت أن هذه البرمجة لم تستثن الأجيال الصاعدة، عبر تنظيم زيارات موجهة إلى المعرض، لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية، وورشات وأنشطة بيداغوجية موجهة لهذه الفئة.
من جهتهم، أشاد كتاب وشعراء، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذه المبادرة، الكفيلة بتقريب الكتاب من الجمهور، خاصة الشباب، مبرزين أنه لا يمكن للصويرة إلا أن تفتخر بهذا العمل، الذي يأتي ليغني أكثر الساحة المحلية، وتوطيد الدينامية الثقافية التي تعرفها هذه المدينة العريقة، عبر قائمة شاملة من التظاهرات والمهرجانات المرموقة التي تحتضنها كل سنة.
وأضافوا أن من شأن هذا المعرض أن يساهم في المصالحة مع الكتاب، معبرين عن أملهم في أن تصبح هذه التظاهرة موعدا سنويا، خدمة للالتقاء والتبادل بين مختلف الفاعلين في الساحة الثقافية الوطنية والمحلية.
وتعرف هذه الدورة مشاركة 26 دارا للنشر، تعرض آخر الإصدارات في مجالي النشر والتأليف، كما سيتم توقيع إصدارات جديدة لثلة من الكتاب والمبدعين، الذين أثروا المشهد الثقافي بمجموعة من الإصدارات النوعية، تتوزع بين دواوين شعرية وروايات ودراسات نقدية.
ويتضمن البرنامج تنظيم معرض للفنون التشكيلية، تحت عنوان “اقتفاء أثر ورموز” تكريما لروح الفنان الراحل الحسين الميلودي، إلى جانب معرض تشكيلي ليهود المغرب والأندلس، تحت عنوان “الرافد العبري في الثقافة المغربية”.
وسيقارب ثلة من الأساتذة والباحثين المتخصصين ثلاث ندوات فكرية موسعة حول تيمات: “الصويرة فضاء متخيلا غيريا”، و”صناعة الكتاب بين تحديات الرقمي والورقي”، و”الرزون وتانضامت: تراث لامادي أصيل”.
وتعرف الدورة الأولى للمعرض الإقليمي للكتاب بالصويرة، كذلك، برمجة ورشات تكوينية يشرف عليها مجموعة من الفنانين المخضرمين، هي ورشة الخط العربي، وورشة الشباب والاستهلاك الرقمي والثقافي، وورشة الفن التشكيلي، وورشة تكوين الممثل، وورشة الحكي، وكذا ورشات تراثية بيداغوجية للأطفال في فن الفسيفساء والفخار والزليج المغربي.
وترسيخا لثقافة الاعتراف، سيتم تكريم وتقديم شهادات تأبينية في حق فعاليات ثقافية وفنية، رحلت إلى دار البقاء، أو ما تزال نشيطة، والتي بصمت على حضور متميز في الساحة الثقافية المغربية.