قال العالم والمهندس المغربي رشيد اليزمي، صاحب عدة اختراعات أبرزها شاحن لا يستغرق سوى 5 دقائق لشحن البطارية، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، إن الاستثمار والمخاطرة هما سر النهوض بالابتكار، وتشجيع عودة العقول المغربية إلى البلاد.
وأبرز اليزمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة انعقاد منتدى رقمنة الانتقال الطاقي، إن المغرب يتوفر على كل المؤهلات كي يصبح أول بلد عربي وإفريقي يصنع بطاريات الليثيوم أيون ( lithium-ion ) على المستوى المحلي.
وأضاف أن المملكة تتمتع بإمكانيات بشرية رائعة بالنظر إلى أن أفضل المهندسين في فرنسا هم مغاربة، مشيرا إلى أنه من خلال الاستثمار في مشاريع مهيكلة، يمكننا تشجيع عودة العقول المغربية إلى بلدهم.
وأكد على وجود إرادة في هذا الاتجاه، لكن يتعين تجميع كل الوسائل السياسية والمالية والصناعية من أجل بلوغ مشروع طموح على شاكلة ما يريده صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمغرب، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة دمج مفهوم المخاطرة في أي مشروع شخصي يتعلق بتكوين المهندسين.
في معرض تطرقه للثورة المتعلقة بإعادة الشحن الذكي لبطاريات الليثيوم أيون، أوضح أن إكراهات هذه البطارية تكمن في كثافة الطاقة، وكثافة القوة والجهد، والسلامة، والأداء، ومدة الصلاحية، بالإضافة إلى التكلفة والجانب البيئي وإعادة التدوير، مبرزا أن التكنولوجيا التي تتيح الشحن السريع للبطارية موجودة، وبناء عليه فإن الأمر يتطلب فقط استثمارات.
وفي هذا الصدد، أشار البروفيسور اليزمي إلى أن الأمر يتعلق بقياس جهد غير الخطي عبر تكنولوجيا تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهي التي تجعل من الممكن شحن البطاريات بسرعة مع زيادة سعتها من 10 إلى 15 بالمائة.
وأبرز في هذا السياق، أنه خلال التجارب تمكن من شحن بطارية في 5 دقائق، موضحا أن الطريقة تقتضي اعتماد سلسلة من التيار غير الخطي، مما يجعل من الممكن تكييف الجهد مع حالة البطارية.
وبشأن سلامة البطاريات، أوضح البروفيسور اليزمي أن تقنية الانتروبيا ( l’entropy ) تسمح أيضا، بفضل الذكاء الاصطناعي، بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول العيوب التي تحدث أثناء عملية شحن البطارية، مما يتيح بفضل هذه البيانات الضخمة منع أي خطر.
وأضاف أن هذه التكنولوجيا تجعل من الممكن قياس أي اضطراب في البطارية من حيث الجهد ودرجة الحرارة . و” من خلال المعطيات المتراكمة يمكننا حل مشاكل مثل الطبيب الذي يكتشف الورم في جسم الإنسان».