ياسين الزكراوي
مركب مولاي عبد الله بالرباط كان الشاهد هذه المرة على الجولة الثانية و أولى مباريات دور الربع النهائي من منافسات كأس العالم للأندية، المواجهة عربية خالصة بين أصحاب الأرض والجمهور وأبطال القارة الافريقية الوداد المغربي، ومن الجانب الآخر بطل أسيا الهلال السعودي.
وكما العادة جمهور الوداد في الموعد باعداد غفيرة، وبصورة أقل ما يمكن قوله لوصفها هو أنها أكثر من رائعة، “لاخوف لا حدود” كان عنوان التيفو وكأني بهم يحاولون تنبيه لاعبيهم في الميدان الأخضر بأن الخوف هو كل ما يقف سدا منيعا أمام تحقيق المستحيل، أماني المغرب محمولة على الأكتاف فلا مجال للتراجع الآن.
مجريات الشوط الأول أعطيت انطلاقتها بصافرة الحكم المكسيكي، على الساعة الثالثة والنصف بتوقيت العاصمة المغربية.
أصحاب الأرض والجمهور دخلوا بإندفاع شديد وحماس كبير في أطوار اللقاء، وأول الغيث تهديد مرمى المعيوف من تسديدة من أيمن الحسوني علت القائم بسنتيميترات قليلة، اندفاع أصحاب الأرض ضل متواصلا في العديد من المناسبات مع احتشام الضيوف عن الرد بحزم لينتهي الشوط الأول بلا غالب ولا مغلوب.
في شوط المدربين بدى مهدي النفطي متمسكا برغبته في الفوز أو على الأقل في تحقيق أولى الأهداف، في حين كان رامون دياز في غفلة من أمره لم يستيقظ منها إلا على وقع الهدف الأول من تسجيل أيوب العملود في الدقيقة 52، هدف منح قطب الدار البيضاء الأحمر دفعة معنوية للبحث عن المزيد، لكن دون فعالية كبيرة، استفاقة الأزرق السعودي عرفت توغل في دفاع الخصم لكن الحظ ظل في كفة الوداد الى أن تحصل الهلال على ضربة جزاء في آخر الأنفاس، بخطأ طائش من اللاعب يحيى جبران، كلف الطرد من أطوار اللقاء بعد تحصله على بطاقة صفراء ثانية، محمد كنو يتكلف بإسكان الكرة الشباك معيدا الجميع الى نقطة البداية، والوقت الطبيعي ينتهي بالتعادل في انتطار ما ستسفر عليه الاشواط الاضافية.
أثناء دقائق الاسترخاء المعدودة بدى طرفي اللقاء واثقين من الخطر المحدق بهم، الوداد أيقن بأنه استنفد رصيد الحظ لديه، والهلال استيقظ لتوه وسيحاول استغلال ارتباك الخصم.
أولى لحظات الشوط الإضافي الاول عرفت طرد مسجل هذه التعادل محمد كنو، بعد تدخل عنيف على اللاعب أيمن الحسوني، الهلال بدى مستفيدا من هدف التعادل وراغبا في المزيد، محاولات مستميتة كاجت في أكثر من مرة أن تقلب موازين المباراة لكن ضعف التركيز وصلابة الدفاع و حارس المرمى حالوا دون وصول الكرة الى الشباك، أما في الجهة المقابلة من المدرجات فقد بدى الصمت والارتقاب واضحا على محيا الجميع والخوف قد بدى يدب في النفوس.
في الشوط الإضافي الثاني حاول لاعبو الوداد القيام بردة فعل للتعبير عن حضورهم الدهني فوق أرضية الميدان لكن استماتة الخصم كان لها راي آخر، المباراة تنتهي بالتعادل وركلات الترجيح هي الحكم.
ركلات ابتسمت للفريق السعودي الذي أحسن التركيز والتسجيل في حين ارتباك عطية الله أوقع فريقه في مأزق، الهلال الى النصف النهائي في مواجهة نادي فلامينگو ريو ديجانيرو البرازيلي والوداد سينتظر خصمه من مباراة ربع النهائي الثاني الليلة بين الأهلي القاهري المصري ونادي سياتل ساوندرز الاميريكي، للعب على بطاقة المركزين الخامس والسادس.