تمكن المنتخب المغربي النسوي من ببلوغ ثمن نهائي مونديال السيدات في كرة القدم، أمس الخميس، مخلفين فرحة كبيرة في المملكة، بعد ستة أشهر من بلوغ منتخب الرجال في مونديال قطر نصف النهائي، لأول مرة في تاريخ المشاركات العربية والإفريقية.
واستطاعت “لبؤات الأطلس” خلق المفاجأة في أول مشاركة عربية في هذه التظاهرة الرياضية بتأهل مثير لثمن النهائي عقب انتصارهن على كولومبيا 1-0، ليعبرن إلى دور 16 مع كولومبيا نفسها، ويثأرن من الألمانيات اللواتي فزن عليهن بسداسية نظيفة في الجولة الأولى، لكنهن ودعن المنافسة بتعادلهن مع كوريا الجنوبية 1-1.
وفي هذا السياق، قال عبد الله هيدامو، مدرب فريق الوداد البيضاوي النسوي حاليا، والمدرب السابق لفريق الجيش الملكي النسوي، إن هذا الانتصار والإنجاز الرائع الذي حققه المنتخب المغربي النسوي، ليس نتيجة حظ أو عبث بل عن استحقاق، “ففزنا بستة نقاط من مقابلتين، واحتلينا الصف الثاني رغم نفس النقاط لكن بفارق الأهداف”.
وشدد هيدامو، في تصريحه لموقع الأول للأخبار، على أن التأهل هو الأهم، متوجها بالشكر لللاعبات على الروح القتالية وعلى طباعهم، “فرغم الخسارة ضد ألمانيا بستة أهداف وتصريحات الصحفيين والجمهور لم يتأثروا، وعادوا بسرعة لهدوئهم وتركيزهم، وهو ما أعطى أكله في المقابلتين الأخيرتين”.
وأبرز الإطار الوطني أن الفضل يعود أيضا إلى المدرب بيدروس الذي بدوره قام بتغيير كان من اللازم أن يجرى في السابق، حيث أعاد كل لاعبة إلى مكانها، وأعاد الجرايدي التي كانت خارج حساباته، والتي كان لها الفضل في المقابلتين الأخيرتين، حيث سجلت هدفا ضد كوريا الجنوبية، وتحصلت على ضربة جزاء ضد كولومبيا، مبرزا أن الجريدي تحظى بنسبة مهمة من التأثير في المقابلتين.
وأضاف هيدامو: “أرجو لهم التوفيق، فقد رفعوا رؤوسنا، هذا التأهيل لم يأت عبثا أو انتصرنا بضربات الجزاء، بل انتصرنا بكرة القدم، وأتمنى أن تحافظ اللاعبات على هدوءهم وتركيزهم، نحن لن نخسر شيء بل فرنسا هي التي أصبحت متخوفة من منتخبنا، وستضرب لنا ألف حساب في المباراة المقبلة ضد المنتخب… ستكون مواجهة بين مدربين فرنسيين، وسنشاهد أداء تكتيكيا يتشابه إلى حد ما، ستكون فرديات اللاعبات هي الفيصل والتي يمكن أن تحدث فرقا، لدينا لاعبات جيدات تقنيا وفيزيائيا، ولديهم لياقة بدنية جيدة”.
وتابع هيدامو بشأن قوة المنتخب النسوي المغربي: “الجميل أننا نحتفظ على الهدف بعد تسجيله، سجلنا الهدف في الدقائق الاولى ضد كوريا، واحتفظنا عليه طيلة المقابلة، نفس الأمر مع كولومبيا. رغم أننا لا نسجل كثيرا لكننا لا نتلقى الكثير من الأهداف، وهذه نقطة ايجابية ونتمنى لهم التأهيل، الآن لم نعد نخشى مواجهة منتخب أوروبي أو آسيوي”.
وأبرز هيدامو أن الكرة النسوية شهدت تطورا كبيرا، قائلا: “بالفعل كانت الكرة النسوية مهمشة سابقا، وكنا لا نتأهل لا لكأس العرب ولا لكأس إفريقيا، كنا نقصى في الدور الأول، حيث لم تكن هناك قاعدة وأرضية، ولم يكن هناك اهتمام بالكرة النسوية، وعندما نكون بصدد تظاهرة ما لا نجتمع إلا بأسبوع أو أسبوعين قبلها لأجل القيام بتربصات، أما الآن فنحن أمام ثلاث سنوات مع المدرب بيدروس، والذي أتاحت له الجامعة جميع الصلاحيات”.
“كنا نوقف البطولة كي يجري بيدروس مباريات وبطولات حبية، ويجمع اللاعبات على طول السنة، شارك في دوريات خارج الوطن، وهذا أعطى تلاحما وتجانسا بين الاعبات المحترفات في المغرب واللاعبات المحترفات بأوروبا، وكما قالت غزلان لقد أتينا لتحقيق نتيجة ايجابية ونخرج الشارع فرحا واحتفالا، وهذا قريب جدا”، يضيف هيدامو.