أكد المشاركون في ندوة نظمت أمس الأحد في إطار الدورة الخامسة لمهرجان (سيني بلاج – الهرهورة) على ضرورة تيسير عملية الإنتاج السينمائي الذاتي.
ودعا المشاركون في هذا اللقاء الذي تمحور حول موضوع “الإنتاج السينمائي الذاتي” إلى تسهيل عملية منح التراخيص لهذا النوع من الإنتاج، وإعادة النظر في بعض مقتضيات دفتر تحملات مركز السينمائي المغربي لتيسير عمل المشتغلين في المجال.
واعتبروا في هذا اللقاء الذي نظمته الجمعية المغربية للفن بلا حدود بشراكة مع اتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة، أن الفيلم المنتج ذاتيا يجب أن يحظى بدوره بنوع من الدعم خصوصا في مرحلة ما بعد الإنتاج، مقترحين أن تتمتع جميع الأفلام بهذا النوع من الدعم إذا احترمت المعايير المهنية المطلوبة والشروط الضرورية.
وشكل اللقاء فرصة للمتدخلين لتقديم تشخيص متعدد الأبعاد لوضعية الإنتاج السينمائي الذاتي في المغرب وإمكانيات الاستثمار في المجال السينمائي والقيود التي تحد من مساهمته في تنمية القطاع، مستعرضين الآليات التي من شأنها الدفع به للإسهام في تطوير المجال.
واعتبر المشاركون في اللقاء أن الإنتاج السينمائي الذاتي كان دائما مطلبا ملحا، لكنه ظل صعب التحقق لسنوات طويلة نظرا للعديد من الصعوبات والإكراهات، رغم تسجيل بعض المبادرات المحتشمة.
وأشاروا إلى أن عدم وجود استثمار خاص بشكل كاف في قطاع السينما يعزى أساسا لخصوصية حقل الاستثمار الذي يخضع بالأساس لمنطق الربح والخسارة.
ولفت المشاركون إلى كون الميزانية التي تخصص للإنتاج السينمائي الذاتي تكون صغيرة في العادة، وهو ما قد يؤثر على جودة الأعمال المنجزة، مما يتطلب الانكباب بجدية على البحث عن سبل دعمه.
وأبرز المتدخلون إيجابيات الإنتاج الذاتي للأعمال السينمائية، ومن ذلك التحرر من ضغط التمويل العمومي، ومن اختيار فريق العمل و الكاستينغ، مشيرين في المقابل إلى سلبيات هذا النوع من الإنتاج والمتمثلة أساسا في محدودية الإمكانيات، والضغط الذي يسلطه صاحب رأس المال خصوصا إن كان من خارج الميدان.
ولاحظوا أن التطور في الكم في على مستوى الإنتاج الذاتي أملته بالضرورة إكراهات إدارية محضة، ما جعل الكثير منها لا يعبر عن انشغالات فنية وإبداعية حقيقية.
وفي معرض حديثهم عن آفاق الإنتاج الذاتي للسينما، دعا المتدخلون إلى الاستفادة من تجارب المنتجين في قطاعات إنتاجية أخرى، والتكتل في إطار تعاوني على مستوى المشاريع لحل الإشكالات المطروحة وعلى رأسها قضيتا التوزيع والتسويق، من أجل إعطاء هذه المشاريع بعدا تنافسيا.
وعرفت الندوة مشاركة المنتج عبد السلام المفتاحي، والمخرج عبد الإله جواهري، والمخرج والمنتج شاكر أشهبار، والسيناريست والمنتجة مريم مريم آيت بلحسين.
وتتواصل فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان سينما الشاطئ الدولي “سيني بلاج_الهرهورة”، إلى غاية 31 غشت الجاري.
وتشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان أفلام “أناطو” لفاطمة بوبكدي و”صحاري – سلم وسعى” لمولاي الطيب بوحنانة، و”الجولة الأخيرة” لمحمد فكران، و”الطابع” لرشيد الوالي، و”جرادة مالحة” لإدريس الروخ، و”أسماك حمراء” لعبد السلام لكلاعي، و”جبل موسى” لادريس المريني. وتتنافس هذه الأفلام على الجوائز الخمس للمهرجان، وهي الجائزة الكبرى (حورية الهرهورة) وجائزة أحسن سيناريو، وجائزة أحسن دور نسائي، وجائزة أحسن دور رجالي، وجائزة أحسن مخرج.
وبالإضافة إلى العروض السينمائية، سيكون الشباب المهتم بالفن السابع، خلال فعاليات هذه الدورة، على موعد مع ورشة تدريبية في الكتابة الفيلمية، من تأطير السيناريست المصري وليد سيف، وورشة ثانية في التشخيص يؤطرها الممثل عبدو المسناوي.