يحتفل أزيد من 1.3 مليار إفريقي، كل عام في شهر ماي ، بيوم إفريقيا الذي يشكل فرصة سانحة للتفكير في روح الوحدة الإفريقية التي تربط الماضي بالحاضر وبتطلعات القارة للمستقبل.
وتخلد إفريقيا هذا العام الذكرى الستين لتأسيس أول مؤسسة قارية في إفريقيا بعد الاستقلال ، منظمة الوحدة الأفريقية، في 25 ماي 1963 ، والتي أصبحت الآن الاتحاد الأفريقي.
في هذا التاريخ، التقى 32 من زعماء الدول الإفريقية المستقلة في أديس أبابا بإثيوبيا بقادة حركات التحرير الإفريقية لرسم الطريق الذي يتعين نهجه لاستقلال إفريقيا الكامل ازاء الإمبريالية والاستعمار والفصل العنصري. وهكذا اعتبرت منظمة الوحدة الإفريقية تجسيد ا لرؤية إفريقية عامة لإفريقيا موحدة وحرة ومتحكمة في مصيرها.
وفي جنوب إفريقيا ، يحتل الاحتفال بهذه الذكرى مكانة خاصة في قلوب مواطني جنوب إفريقيا ، حيث كانت بلادهم آخر دولة يتم تحريرها في القارة. فلا توجد كلمات تعبر عن الامتنان الذي تدين به بلاد نيلسون مانديلا لقادة الدول الأفريقية ، وعلى رأسهم جلالة المغفور له الملك محمد الخامس ، والرئيس الغاني السابق كوامي نكروما ، والإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي ، الذين لعبوا دور ا بارز ا في توحيد القارة لمحاربة الهيمنة على الشعب الإفريقي من قبل القوى الخارجية.
فعندما تم إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية، قبل 60 عام ا بالضبط، حصل أكثر من ثلثي القارة على استقلاله، معظمهم عن الدول الإوروبية الإمبراطورية. في الاجتماع الذي أسس منظمة الوحدة الأفريقية في عام 1963 ، كان الهدف الأولي بعد ذلك هو مساعدة بلدان افريقيا الجنوبية ، وهي أنغولا وموزمبيق وجنوب إفريقيا وزيمبابوي، على نيل الاستقلال.
واكتملت المهمة التاريخية لإنهاء استعمار القارة في 27 أبريل 1994 عندما أجرت جنوب إفريقيا أول انتخابات ديمقراطية ، إيذانا بنهاية نظام الفصل العنصري والهيمنة الأوروبية في أفريقيا.
ولكن على الرغم من استعادة القارة لحريتها السياسية قبل 60 عام ا ، لا يزال هناك طريق طويل يتعين قطعه لتحقيق الحرية الاقتصادية ، والتي هي الضمان الوحيد لتحرر الشعوب الإفريقية وتنميتها حيث تواجه إفريقيا اليوم تحديات الفقر وسوء التغذية والحروب الأهلية والتغييرات غير الدستورية للحكومات وانعدام الامن الطاقي والتطرف العنيف.