نظمة حلقة خريجي بلجيكا أمس الأربعاء بسينما النهضة بالرباط، لقاء لمناقشة السيرة الذاتية للفنان ومصمم الرقصات والمخرج لحسن زينون المعنونة “الحلم الممنوع” والصادر عن دار النشر المغربية البلجيكية (مها).
وخلال هذا اللقاء، توقف لحسن زينون عند المحطات الحاسمة في حياته المهنية والشخصية التي استعرضها في كتابه. وقال الكاتب بهذه المناسبة التي حفلت بتقاسم الذكريات المؤثرة والحكايات المدهشة، إن الألم كان “مصدر إبداع” بالنسبة له وأنه ساعده في بناء شخصيته الفنية.
ويضيف أنه كان معجبا بالرقصات التراثية المغربية التي كانت تقام في الحي المحمدي بالدار البيضاء منذ طفولته، وإنه استمد إلهامه الفني من هذا الوسط الشعبي.
يحكي هذا العاشق للفنون والثقافة، كيف أنه تعرض للرفض مرات ومرات من طرف كثيرين، بما فيهم والده بعد اكتشافه في عام 1964 أن ابنه يمارس الرقص في المعهد الموسيقي في الدار البيضاء، مؤكدا أن عزمه على بناء حياته المهنية في مجال الرقص، دفعه إلى مغادرة الوطن والانتقال إلى بلجيكا، حيث استمر في المثابرة إلى أن أصبح راقصا محترفا بفرقة الباليه الملكي لوالونيا.
بعد هذا النجاح في بلجيكا، قرر الفنان أن يعرف الجمهور المغربي بالرقص الكلاسيكي وأن ينخرط في تعزيز وحماية الرقصات التقليدية.
وعلى الرغم من العراقيل الثقافية التي تمكن من تجاوزها طيلة مساره، واصل زينون اشتغاله في العديد من المجالات الفنية بما في ذلك السينما والنحت والرسم.
مرتديا قبعة الناشط، انخرط زينون خلال مساره المهني في عدة مشاريع كبرى تهدف إلى حماية التراث الثقافي في المغرب، من خلال محاربة أفول الرقصات التقليدية من خلال العديد من المبادرات المبتكرة.
ومكن هذا اللقاء من الكشف عن أن “الحلم الممنوع” هو أكثر من مجرد كتاب، وإنما سيرة حياة تلهم من لهم طموح وموهبة لتحقيق أحلامهم رغم العقبات التي قد يواجهونها.
يشار إلى أن الفنان الكوريغرافي لحسن زينون اشتغل مع عدد من كبار الفنانين في المجال وفي عام 1978 أسس مع زوجته مدرسة للرقص وشركة “بالي – مسرح زينون” الذي تخرج منه عدد من الراقصين.
واشتغل لحسن زينون، الذي جذبته السينما، كوريغرافا في العديد من الأفلام. وفي 1991 ، أخرج أول أفلامه القصيرة “حالة غثيان”. وتلتها ثلاثة أفلام قصيرة أخرى هي “صمت” في 2001 ، و”بيانو” في 2002 ، و”عثرة” في 2003 .