أكد الأستاذ الجامعي والكاتب فؤاد العروي، الخميس بفاس، أن العلم والشعر، بعيدا عن كونهما متناقضين، فهما متكاملين.
وحاول السيد العروي، الذي حل ضيفا على الجامعة الخاصة لفاس لتأطير ندوتها الافتتاحية برسم الموسم الجامعي 2023-2024، من خلال مساره الاستثنائي في تكوينه كمهندس واقتصادي وأستاذ للأدب وشاعر، استكشاف الجوانب المختلفة للموضوع الذي تم اختياره لهذه الندوة وهو “العلم والشعر”.
ومن خلال مقاربة تاريخية، توقف الكاتب عند تطور تعريف العلم منذ أرسطو إلى يومنا هذا، مرورا بغاليليو ونيوتن، داعيا الحضور من طلبة وأكاديميين ومثقفين إلى عدم الخلط بين “العلم والمعرفة”.
وأوضح السيد العروي، أن “العلم يتمثل في الحديث عن الكون دون إشراك الإنسان على الإطلاق”، مضيفا أن “الحقيقة العلمية هي ما هو كوني وضروري”.
لكنه لاحظ أن “مهمة الشاعر الحقيقي هي استعادة الروابط بين الإنسان والكون”، مشيرا إلى أن الشعرية، بالمعنى الواسع للمصطلح كما استعمله أرسطو، تتكون من السرد.
وأشار المحاضر إلى أنه “بطريقة ما، يكون الإنسان عالما عندما يتعلق الأمر بفهم كيفية عمل الكون، وشاعرا عندما يكون لديه هذا الانطباع الغامض عن العالم”.
وفي كلمة ألقاها في افتتاح هذه الندوة، اعتبر رئيس الجامعة الخاصة لفاس، محمد عزيز لحلو، السيد العروي “شخصية أدبية وأكاديمية تساهم بشكل كبير في تعزيز التفاهم وإغناء الحوار بين الثقافات.
وتلت هذه الندوة جلسة توقيع مؤلفات السيد العروي، الذي تميز مساره الأدبي بالعديد من الجوائز، خاصة جائزة ألبير كامو (1996)، وجائزة غونكور (2013)، وأيضا جائزة جان جيونو (2014).