في ظل الأحداث الدامية التي يشهدها قطاع غزة، تصاعدت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب لإلغاء مظاهر الاحتفال بالحدث السنوي “بوجلود”، الذي يُنظم بمناسبة عيد الأضحى في أكادير، احتراماً لمشاعر الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت وطأة القصف والتدمير.
تأتي هذه الدعوات في إطار حملة قوية قادها نشطاء مغاربة يطالبون بوقف كافة الاحتفالات والمهرجانات، معتبرين أن الاحتفال في هذه الظروف هو “رقص على جراح الفلسطينيين”. ووجّه النشطاء انتقادات لاذعة لكل من يشارك في الفعاليات الترفيهية بينما يُقتل الأبرياء في غزة، مشددين على ضرورة التضامن مع القضية الفلسطينية وإيقاف كل أشكال الاحتفالات التي تُعد استفزازاً لمشاعر المتضامنين.
في تصريحات غاضبة، استقاها موقع “الأول للأخبار”، قال عبد الحميد (طالب جامعي من أكادير): “من العار أن نحتفل ونرقص بينما يُذبح أطفالنا في غزة. علينا أن نقف وقفة رجل واحد ونظهر للعالم أننا ندعم فلسطين بكل ما نملك”. وأكد أن الاحتفالات في هذا الوقت تعتبر خيانة لأرواح الشهداء والجرحى في غزة.
من جهتها، شددت فاطمة (فاعلة جمعوية)، على أن أي احتفال في هذه الظروف هو مشاركة في الجريمة ضد الفلسطينيين، وقالت: “إلغاء احتفالات بوجلود هو أقل ما يمكننا فعله، يجب أن نكون صوتا قويا ضد الظلم والقهر الذي يتعرض له إخواننا في غزة، وأي احتفال الآن هو طعنة في قلب كل فلسطيني يعاني”.
وقال يوسف (موظف في قطاع العام)، بنبرة غاضبة: “المقاطعة لا تقتصر على مظاهر الاحتفال فحسب، بل تشمل أيضا كل المؤسسات التي تدعم الكيان الصهيوني، مقاطعة مطاعم مثل “ماكدونالدز” هي خطوة مهمة لإظهار رفضنا للتواطؤ مع القتلة، لن نصمت ولن نكون شهود زور على جرائم الحرب في غزة”.
هذا، ويستمر المغاربة في تنظيم الاحتجاجات في الشوارع، رافعين شعارات تندد بالعدوان على غزة وتطالب بمزيد من الدعم للفلسطينيين، وتأتي هذه الحملة بعد حملة مماثلة لمقاطعة فعاليات مهرجان موازين إيقاعات العالم، الذي يعتبر حدثا عالميا يجذب العديد من الفنانين من مختلف الدول، حيث دعوا إلى إلغائه تضامنا مع غزة.
وفي السياق ذاته، يذكر أن مهرجان “بوجلود” هو تراث فلكلوري مغربي أمازيغي يقام سنويا بمناسبة عيد الأضحى في أغلب مناطق سوس ماسة، ويشمل هذا المهرجان ارتداء جلود الأضاحي والقيام بعروض كرنفالية تهدف إلى نشر الفرح والضحك.
ورغم الشعبية الكبيرة لهذا المهرجان، فإن الدعوات إلى إلغائه هذا العام تلقى تجاوباً واسعاً من مختلف شرائح المجتمع المغربي، في رسالة قوية وواضحة: لا احتفالات ولا رقص بينما غزة تحت القصف، وعلى الجميع أن يتذكر أن التضامن مع الشعب الفلسطيني ليس خيارا، بل هو واجب أخلاقي وإنساني.