غيرة منه على قطاع ظل لمدة محتكرا من الشركات الاجنبية، فأغلب لوازمنا المدرسية كان يتم استيرادها، تحدى السيد “نبيل تبر” الصعاب، وقرر دخول غمار مغامرة من نوع آخر، صناعة وانتاج المحافظ المدرسية وأقلام الحبر الجاف.
أسس السيد “نببل تبر” علامته التجارية “morocco bags” فدخل غمار التصنيع، وكانت مبادرة مليون محفظة خير دافع ومعين له في هذا الباب.
قمنا بزيارة لمصانع “morocco bags” الخاصة بإنتاج المحافظ المدرسية والأقلام والدفاتر بمنطقة عين السبع بالدار البيضاء، منتوج هذا المصنع هو منتوج مغربي بأنامل مغربية وعقول مغربية، يضم أزيد من 270 عاملا، استطاع أن ينافس المنتوج الصيني الرخيص بسعر مناسب، وأن ينافس المنتوج الأوربي بجودة عالية، فهو يوفر منتوجا جيدا بأسعار جد مناسبة، معادلة بدت لنا للوهلة الأولى أنها مستحيلة لكننا وجدناها واقعا بعزيمة ومثابرة المستثمرين الغيورين على هذا القطاع.
لقد أكد لنا السيد “نبيل تبر” أن المغرب له كل الامكانيات الضرورية ليكون فاعلا عالميا في قطاع الأدوات واللوازم المدرسية، وأضاف أن “المغرب دولة نسيج، والمحفظة المدرسية مثلها مثل السروال والقميص، هي منتوجات من النسيج، ونحن نستطيع في وحدتنا الصناعية هاته كمثال إنتاج 50 إلى 60 ألف محفظة في اليوم الواحد.
وأضاف السيد نبيل “وصلنا ولله الحمد لمستوى جيد، فالمنتوج الذي يصنع بأوروبا وبالصين نستطيع نحن أيضا أن نصنعه، لسنا أقل من الآخرين… لدينا فريق عمل كله من الشباب ذوي مستوى عال، وكل شيء مغربي، والشركات التي نشتغل معها مغربية كذلك، وتخضع منتوجاتهم بدورها لمراقبة المختبرات، فأي منتوج نصنعه نرسله للمختبر بإرادتنا، ونطلب مراقبتهم له، ويحكمون بجودته وصلاحية استعماله، فقد اخترت هذا القطاع لأنني أعلم أنه بمقدوري العمل فيه، وهناك من بمقدوره العمل في قطاعات أخرى، هل نحن أقل شأنا من الصين كي لا نصنع؟”.
وفي سؤال لجريدة “الأول للأخبار” الالكترونية لمسؤولي التسويق بهذه الوحدة الصناعية المغربية عن أسعار المحافظ المدرسية والأقلام والدفاتر، أكدوا أن المصنع يسوق منتوجاته “بأثمنة مناسبة، لأننا نعمل في إطار التنافسية، فلسنا بمفردنا في السوق، الواقع يحتم علينا التسويق بأثمنة مناسبة، بالنسبة لقلم الحبر الجاف الذي ننتجه فإننا نسوقه بمبلغ 80 سنتيم، يتمتع بجودة عالية، هامش ربحنا فيه قليل جدا، لكننا نظل محصورين في هامش ربح بين 10 و12 بالمئة، وهذا هو مستوى الأرباح المفروض أن تجنيه أي شركة”.
وفيما يتعلق بالتصدير، خصوصا والمغرب قريب من جيرانه الأوربيين والأفارقة، ما سيقلل من كلفة نقل السلع، أكد السيد “محمد تبر” مسؤول التطوير بالشركة لجريدة “الأول للأخبار”: “نعم نفكر في ذلك بشكل جدي، هذه السنة قدمت لنا عروض لذلك، لكننا قررنا الاشتغال على السوق الوطنية أولا وتحقيق الاكتفاء الذاتي للمغرب، نريد أن نعطي صورة جيدة لبلدنا بالخارج عبر منتوج جيد مناسب، لا نريد أن نكون مثل بعض الدول التي تصدر ويشتكي المورد من منتوجهم، نريد أن تكون سمعة منتوجنا بالمغرب هي نفسها خارجه، وهذا يتطلب منها بعضا من التريت والتخطيط، حاليا نخطط لدخول سوق دبي وفرانكفورت، وسنشارك في معارض هناك هذه السنة”.
صناعة اللوازم المدرسية من أدوات ومحافظ ودفاتر وكتب صناعة واعدة، أصبحت تعرف تطورا متزايدا بالمغرب، استطاعت الوحدات الصناعية الحالية الحد ولو جزئيا من تبعية المواطن المغربي للمنتوج الاجنبي، وأصبحت الأسعار بالسوق المغربية تنافسية، وللزبون الاختيار بين هذا وذاك، وقد تأتى ذلك حسب السيد “نبيل تبر” بفضل دعم الدولة لهذا القطاع، ومن برنامج مليون محفظة الذي استفاد منه، ولم ينس شكر أطر وزارة التجارة والصناعة على دعمهم ووقوفهم مع المستثمرين بشكل دائم، وفعلا فقد قامت شركة ” morocco bags” باحداث فرق كبير في قطاع صناعة الادوات المدرسية بالمغرب.