بقلم عزيز بلكيرد
في الأونة الأخيرة طفت إلى سطح الأحداث السياسية بجماعتنا الموقرة صرعات سياسوية بين أعضاء نفس الحزب المسير لجماعتنا صراعات تخفي ما تخفيه من تضارب المصالح وهي عبارة عن مؤشرات الفشل والشجرة التي تخفي غابات الفساد بذات الجماعة .
الدليل على ما نقول هو حلول لجن تارة تابعة لسلطة الرقابة الادارية المتمثلة في رجال السلطة، وتارة أخرى في قضاة المجلس الجهوي للحسابات. وإن كان الامر مستحسنا في ظاهره على اعتبار أن دستور وطننا الحبيب ينص على ربط المسؤولية بالمحاسبة، لكن جوهر الامر وانعكاساته على المعيش اليومي للمواطن يندر بست سنوات عجاف والبلوكاج التنموي .
وعود عدة خطط لها لتتحول إلى حبر على ورق بعد سنة من تسيير وتدبير حزب تستاهلو احسن والذي سيحول سيدي بيبي الى منطقة الاشباح والى مرقد ليلي للساكنة في ظل غياب اي بنيات اساسية وترفيهية، منطقة تتربص بها الكوارث البيئية شرقا وغربا ومن فوق ومن تحت.
وقبل الحديث عن كل ذلك فلنتحدث عن العنصر البشري الذي يدبر شؤون الجماعة لعقود من الزمن، والذي تأقلم مع واقع مجتمع يقيد ويباع بالجملة والتقسيط في سوق انتخابات يتحكم فيها اصحاب الشكارة ومصاصي دماء منطقة سيدي بيبي. عنصر بشري مساهم في الفوضى والعشوائية لا يمكن ان يتحول بين ليلة وضحاها الى منقد ومساهم باجزاء من الحلول لانتشال المنطقة من براتين البلوكاج والاعطاب التنموية .
ولولا تدخلات رجال السلطة في كثير من الاحيان وفي قضايا عدة لتفاقم الوضع ولتحولت منطقة سيدي بيبي إلى كارثة انسانية اجتماعية على الصعيد الوطني، ولولا أن بعض المنابر الاعلامية والصحافة بهذه الرقعة الجغرافية تغض الطرف وتشتغل بمنطق العهر وتمدح من يدفع أكثر في غياب روح وطنية وتغليب مصلحة الوطن والمواطن.
منظومات فاسدة مفسدة تعاقبت على تسيير وتدبير جماعة تمتلك من المؤهلات ما يجعلها وجهة وطنية للسياحة ووجهة اقتصادية اضافة الى موقعها كمنطقة عبور للصحراء المغربية. هذه المؤهلات والموارد تتراجع سنة بعد أخرى لاسباب اهمها الفساد والزبونية وغياب هوية و رؤى مستقبلية لواقع الجماعة. فيكفي أن نطلع على جدول أعمال دورات مجلسنا الموقر لنكتشف بكل جوارحنا أننا أمام حلقة مفرغة وروتين يعاد في كل سنة بينما واقع المواطن يزداد تأزما، برنامج عمل الجماعة وأتحمل كامل مسؤوليتي في ما أقول خلال ست سنوات الماضية كان حبرا على ورق ليقرر المجلس الجماعي السابق /الحالي إعادة صياغة برنامج عمل جديد وبنفس المنهجية وبنفس الطريقة وبنفس الوجوه، والغباء فعل نفس الشيء وانتظار نتائج مختلفة وما يزيد الطين بلة هي صراعات اعضاء مجلسنا التي لا تريد أن تنتهي وكأننا بأحد دوريات فرق الاحياء الكل يريد أن يوجه الجماعة لمصلحته الشخصية أو لدائرته وبلطجيته، مما يعني أننا أمام مفترسين الكل يصارع من أجل خطف جزء من الفريسة ( الجماعة ومواردها )، فما السبيل اذن الى تنمية موعودة باساليب بائدة تجاوزها الزمن !!