دعت دول غربية رعاياها إلى مغادرة إيران ولبنان فورا، وذلك عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، والقيادي البارز في حزب الله، فؤاء شكر. وارتفع عدد شركات الطيران التي ألغت رحلاتها إلى إسرائيل إلى 15 شركة، أغلبها شركات طيران غربية.
أمس السبت، قالت وزارة الخارجية البريطانية إن على الرعايا البريطانيين في لبنان المغادرة فورا، مضيفة أنه تم توجيه قوات الحدود والمسؤولين القنصليين والعسكريين “لدعم موظفي سفارتنا في بيروت”.
من جهتها، دعت فرنسا مواطنيها الموجودين في إيران إلى مغادرتها في “أقرب وقت” بسبب احتمال تصاعد التوتر العسكري في المنطقة بعد اغتيال هنية، مشيرة إلى أن الأراضي الإيرانية كلها وصلت إلى المستوى “الأحمر” لتحذير السفر.
وحثت وزارة الخارجية في بيان لها، يوم الجمعة، الفرنسيين الموجودين في إيران على المغادرة في أقرب وقت بسبب “الخطر الكبير” المتمثل في حدوث توتر عسكري بين إسرائيل وإيران بعد اغتيال هنية.
وأعلنت شركة “إير يوروبا” الإسبانية، أمس السبت، إيقاف جميع رحلاتها حتى الأربعاء المقبل، ليرتفع بذلك عدد الشركات التي اتخذت هذه الخطوة إلى 15 شركة، وفقا لوكالة الأناضول التركية للأنباء.
ويوم الجمعة، أعلنت شركة الخطوط الجوية الإيطالية تعليق رحلاتها من تل أبيب وإليها حتى الثلاثاء المقبل، لتنضاف إلى شركات “إير إنديا” الهندية و”لوفتهانزا” الألمانية و”يونايتد إيرلاينز” و”دلتا إير” الأميركيتان.
كما أعلنت شركة “ويز إير” المجرية العملاقة للطيران المنخفض التكلفة تعليق جميع رحلاتها إلى إسرائيل، حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية إن “ويز إير” تسيّر مئات الرحلات الجوية أسبوعيا من تل أبيب، ما سيؤثر على نحو 15 ألف إسرائيلي في الأيام المقبلة.
بالموازاة مع ذلك، بثت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد لمطار بن غوريون قرب تل أبيب وقد بدا شبه خال من المسافرين، كما بثت منصات إخبارية إسرائيلية مقاطع فيديو تظهر خلوّ المطار من الطائرات عدا تلك التابعة لشركة إلعال الإسرائيلية.
من ناحية أخرى، ألغت خطوط جوية رحلاتها إلى بيروت، ومن بينها شركة الخطوط الجوية الفرنسية “إير فرانس” التي مددت تعليق رحلاتها إلى العاصمة اللبنانية حتى الثلاثاء المقبل.
وأصدرت كندا، أول الخميس، إشعارا للطائرات الكندية بتجنب المجال الجوي اللبناني لمدة شهر بسبب مخاطر النشاط العسكري التي تهدد الطيران.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، السبت، أنه أبلغ نظيره الإسرائيلي باتخاذ تدابير إضافية للدفاع عن إسرائيل وتحركات لتعديل وضع القوات الأمريكية في ظل تهديدات إيران وحزب الله.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر أن فرق الإسعاف في إسرائيل تجري تدريبات طارئة تحاكي سيناريو حرب واسعة، مضيفة أن المراكز الطبية شمالي إسرائيل استعدت لاحتمال نقل مرضى إلى منشآت محمية تحت الأرض.
ويوم الجمعة، ودع عشرات الآلاف جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية، بعد صلاة الجمعة، في العاصمة القطرية الدوحة، حضور أمير قطر ومسؤولين وسفراء من عدة دول.
وأقيمت صلاة الجنازة على جثمان الشهيد هنية بمسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدوحة عقب صلاة الجمعة، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة الإمام المؤسس في لوسيل.
ومن أبرز الشخصيات التي شاركت في التشييع، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، والأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية، بجانب وفود رسمية وقيادات الفصائل الفلسطينية.
كما شارك في التشييع رئيس الحكومة المغربية السابق، عبد الإله ابن كيران، فيما اقتصرت إجراءات الدفن على الدائرة الضيقة المقربة من عائلة الشهيد إسماعيل هنية حرصا على خصوصية العائلة والمقبرة.
بالموازاة مع ذلك، أقيمت صلاة الغائب على الشهيد هنية في عدد من دول العالم، على رأسها مدن الضفة الغربية بفلسطين، وتركيا ولبنان واليمن ودول عربية وإسلامية أخرى، فيما أقيمت صلاة الغائب بالعاصمة الرباط، يوم السبت، ضمن مسيرة حاشدة.
وكان جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قد وصل إلى الدوحة، أول يوم الخميس، قادما من العاصمة الإيرانية طهران التي شهدت أمس مراسم تشييع شعبي حاشد، بحضور المرشد الأعلى خامنئي.
وأعلنت حركة “حماس” وإيران عن استشهاد إسماعيل هنية وأحد مرافقيه، في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء، إثر “غارة صهيونية” استهدفت مقر إقامته بطهران غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان.
وتشن إسرائيل بدعم أميركي، منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا على غزة خلفت أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.