عندما يتحدث النقاد والجمهور عن الفنان حسن الفد، لا يمكن إلا أن يكون الحديث على روح الفكاهة والطرافة التي اعتاد أداءها وتقديمها عبر شخصيته الشهيرة “كبور”، فمنذ سنوات عديدة، تمكن الفد من إحياء هذا الشخصية بمهارة وإبداع، مما جعلها جزء لا يتجزأ من ثقافة الكوميديا في المغرب، لكن ماذا يحدث عندما يصل الفنان إلى نقطة تتغير فيها ديناميكية علاقته مع الشخصية التي قدمها؟ ماذا يحدث عندما يصبح الفنان أكثر من مجرد ممثل؟
تلك اللحظة التي تبدأ فيها الشخصية في الفقدان بريقها، تصبح لحظة صعبة للفنان، خاصة إذا كانت الشخصية هي الركيزة الأساسية لمسيرته الفنية، ويبدأ الفنان في التفكير في كيفية التطور والانتقال إلى أدوار جديدة، وهو ما يتطلب تحديات كبيرة واستعداداً لقبول المخاطرة.
إن تحرير الفنان من براثن الشخصية التي تحددها أدواره السابقة يمثل تحدٍّ فنياً ونفسيا، فمن الجانب الفني، يحتاج الفنان إلى استكشاف قدراته الجديدة وتقديم أدوار تختلف تماما عما قدمه في السابق، وذلك لتجنب الوقوع في فخ الاستقرار والتكرار الذي قد يقود إلى تشبع الجمهور وانخفاض الجاذبية الفنية.
من الناحية النفسية، قد يواجه الفنان صعوبة في التأقلم مع هذا التغيير، خاصة إذا كانت الشخصية التي يتخلى عنها قد أصبحت جزءا كبيرا من هويته الفنية وتفاعله مع الجمهور، فيحتاج الفنان في هذه الحالة إلى تجاوز مخاوفه وثقته في قدرته على الانتقال إلى أدوار جديدة وإثبات قيمته الفنية من خلال تنويع أدائه.
في حالة حسن الفد، يعتبر تحدي الانتقال من شخصية “كبور” إلى أدوار جديدة بمثابة اختبار لقدراته الفنية وتنويع مساره الفني، بدأت ثورة واستياء الجماهير تأتي على شخصية “كبور” بعد سنوات من التألق والشهرة، حيث بدأت تبدو الشخصية متكررة ومستهلكة بالنسبة للجمهور، الذي يطالبه بالاجتهاد في أعمال جديدة مغايرة لشخصية كبور التي لازمته في كل من سلسلة ” “الكوبل” أو “مدام السميرس”و “التي راه التي” و “كبور والحبيب”.
حسن الفد من الفنانين الذين سقطوا في النمطية والتكرار ووجدوا صعوبة في الانتقال إلى أدوار جديدة بعد أن بلغوا ذروة شهرتهم بشخصيات محددة، وقد وضعه هذا خلافات كلامية مع زميلته الفنانة دنيا بوتازوت عبر حساباتهما الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام”، وذلك في سياق تصريحاته حول إيقاف سلسلة “الكوبل” وتفضيله عدم ربط المشروع بأي من أسماء زملائه الفنانين الذين شاركوا فيه.
ففي لقاء مع موقع “سفيركم”، أكد الفد أن السبب وراء عدم إنتاج موسم جديد من السلسلة كان الاختلاف الكبير في رؤية العملية الإبداعية بينه وبين زميلته “الشعيبية”، مضيفاً أن قرار إيقاف السلسلة كان ضرورياً حتى لا يؤدي إلى تدهور الجودة وفقدان جاذبيتها.
وردت دنيا بوتازوت على هذه التصريحات بنشر تدوينة على حسابها في “ستوري” بموقع “إنستغرام”، حيث أشارت بفخر إلى نجاح مسلسلها الرمضاني الأخير “جوج وجوه”، الذي حقق نسبة مشاهدة عالية، مؤكدة بأن النجاح هو الذي يحكم ويثبت قيمة العمل الفني.