بقيلم: رضوان الشريف القادري رئيس جامعة الكفاءات
المغربية المقيمة بالخارج
احتفاء بالذكرى السبعون لثورة الملك والشعب، كفاءات مغاربة العالم توثق جهود المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير في مجال صيانة ذاكرة البلاد الوطنية، لما عاشته المملكة الشريفة في محطات شهدها مغرب فترة الحماية و على رأسها حدث نفي السلطان محمد بن يوسف، بعد أزمة علاقات مغربية فرنسية وقطيعة و كذا تعنت إدارة الحماية وضغطها عليه من أجل توقيع ظهائر ومراسيم لا تخدم القضية الوطنية، دلك ما حدث عنه مواجهات بين الإقامة العامة من جهة والسلطان ورجال الحركة الوطنية من جهة واقفة شامخة مرصوصة ما أوقع ادارة فرنسا الاستعمارية التي فشلت فشلا ذريعا في ضرب ما جمع بين الملك والشعب من تماسك و اخلاص، الأمر الذي دفعها لنفي سلطان البلاد الشرعي وتنصيب بديل له بتنسيق مع معمرين ومتعاونين، لتنطلق بعد ذلك مقاومة شرسة في كل جهات المغرب وبين مدن وقرى على الصعيد الوطني، و خاصة تلك التي دشنها الشهيد علال بن عبد الله في الحادي عشر شتنبر من سنة ألف وتسعمائة وثلاثة وخمسين، عندما اخترق صفوف موكب ابن عرفة بسيارة صدمته وهو على فرسه، ولما سقط حاول قتله بسكين لولا اطلاق النار عليه من طرف حارسه، مقاومة وعمليات فدائية أحرجت سلطات الحماية الفرنسية التي اضطرت في نهاية المطاف إلى إعلان عودة السلطان من منفاه.
وما يربط العرش بالشعب من بيعة كانت آصرة تولد عنها تلاحم توج باستقلال المغرب. مؤكدا أن الحركة الوطنية كانت منذ نشأتها على تناغم وتوافق مع السلطان، ليصل إلى حدث عشرين غشت ألف وتسعمائة وثلاثة وخمسين الذي انتهى بالحصول على الاستقلال،
ثورة الملك والشعب لم تنته مع هذا الحدث، إنما ظلت ثورة قائمة دائمة متجددة تجلت في جهود المغفور له محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما لاستكمال وحدة البلاد الترابية، ما تحقق باسترجاع أقاليم طرفاية وسيدي إفني والساقية الحمراء ووادي الذهب، و كدا تنميت المناطق الجنوبية للمملكة من خلال اوراش تنموية عدة هنا وهناك و مناطق كثيرة من جهات البلاد منذ الاستقلال الى اليوم.
وهكذا هي ذكرى ثورة الملك والشعب التي لا تزال رمزيتها بحاجة لحضن أكثر، من أجل أجيالِ حاضرِ ومستقبل، ليس فقط لتعميق صورة هذه الملحمة في اذهان هؤلاء انما أيضا لاطلاعهم على صفحات مشرقة من كفاح سلف عضيم، وابراز تضحيات وبطولات شهداء ومقاومين فدائيين حتى تتزود الناشئة بمعاني الوطنية الحقة وتتعرف على ما يزخر به تاريخ المغرب من ارث رمزي وحمولة مثل عليا وقيم وفاء وحب وطن.
و هنا تقف جامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج وقوف احترام و اجلال للدور الدي تقوم به المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من خلال إبراز قيمة ودلالات الاحدث الوطنية، مستهدفة ببرنامجها المتنوعة تنوير الأجيال حول كيف كان سلف البلاد وكيف ينبغي أن يكون خلفها و خاصة أبناء الجالبة المغربية المقيمة بالخارج تجاه الوطن وقضاياه و اسسه و مقدساته تزكية للانجازات العضيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله و للأدوار الرائدة التي اضطلع بها المغرب في الدفاع عن حرية الإنسان و التعايش و التسامح، وعن وحدته الترابية بكل جدية و مصداقية.