تيفلت – تشكل رعاية الأطفال المصابين باضطراب التوحد محورا مهما ضمن جهود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الخميسات، التي تهدف إلى توفير بيئة داعمة ومتكاملة تسهم في تحقيق الاندماج الفعال لهذه الفئة في المجتمع.
ويعد المركز السوسيو تربوي لأطفال التوحد بتيفلت، المنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بنية متكاملة بفضل خدماته ذات الأبعاد الاجتماعية والتربوية والصحية الموجهة إلى هؤلاء الأطفال الذين يحتاجون مواكبة أسرية وتربوية خاصة.
ويعمل المركز على إشراك الأسر في مسار تأهيل أطفالهم من خلال تقديم جلسات إرشادية وتوجيهية تساعدهم على فهم طبيعة التوحد وطرق التعامل الفعال مع أبنائهم، وتنظيم ورشات توعوية ولقاءات تكوينية لفائدة أولياء الأمور والمربيات، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية إدماج الأطفال المصابين بالتوحد في الحياة العامة.
وفي هذا السياق، قال رئيس قسم العمل الاجتماعي بإقليم الخميسات، مولاي حفيظ الكمون، إنه في إطار العناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للفئات الهشة وأطفال التوحد، قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ببناء وتجهيز مركز أطفال التوحد بطاقة استعابية تبلغ 120 مستفيد، وذلك بهدف تعزيز البنيات التحتية الصحية والتربوية وتخفيف العبء على الأسر”.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا المركز يولي اهتماما بالغا بتحسين نوعية حياة هذه الفئة من المجتمع، حيث يقدم خدمات متعددة ومهمة كالعلاج النفسي-الحركي، وحصص التربية الخاصة، والدعم النفسي، وورشات الأعمال اليدوية.
وأشار إلى أن المركز يتكون من مرافق صحية وقاعات للعلاج الوظيفي وتقويم النطق والعلاج النفسي الحركي والموسيقى والاعلاميات والمساعدة الاجتماعية والرياضة.
من جهته، أبرز رئيس جمعية أمل لأطفال التوحد بتيفلت، عبد العالي بوطاهري، أن المركز الاجتماعي لأطفال التوحد يمكن المستفيدين من مجموعة من الخدمات التربوية والاجتماعية بالمجان، لافتا إلى أنه يتوفر على معدات وتجهيزات مهمة بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويمثل هذا المركز جزءا من الاستراتيجية العامة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وخطوة مهمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما ما يتعلق بتوفير الخدمات الصحية والتعليمية لفائدة الفئات الهشة.
وتسعى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى تشجيع أسر الفئة المستهدفة على الاستفادة من الخدمات التي يقدمها المركز، عبر تنظيم لقاءات تكوينية والتعريف بقضايا أطفال التوحد وتوفير الرعاية الصحية والبرامج التربوية لمساعدة هذه الفئة.