خص المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، المخرج المغربي الموهوب، والوجه البارز في السينما المغربية، فوزي بنسعيدي، مساء أمس الأربعاء، بتكريم حار في إطار دورته العشرين المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك تقديرا لمساره المهني الاستثنائي الحافل خلف الكاميرا وأمامها.
وخلال حفل احتضنه قصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء، وحضره نجوم الفن السابع وشخصيات من عالم الفن والثقافة والإعلام، تسلم فوزي بنسعيدي النجمة الذهبية للمهرجان من طرف زوجته الممثلة نزهة رحيل، محاطا على الخشبة بعدد من أبرز الممثلين الذين عملوا معه في أفلامه، وهم نادية كوندا وهاجر كريكع ومحسن مالزي وربيع بنجيهل وعبد الهادي طالب وفهد بنشمسي.
وحسب المنظمين، فإن بنسعيدي يعتبر مؤلفا رائدا في السينما المغربية، وأحد أبرز ممثليها على الصعيد العالمي، حيث سجلت أفلامه حضورا دائما في أكبر المهرجانات العالمية، من كان إلى برلين، مرورا بتورونتو والبندقية. كما يعد الرجل “مبدعا متميزا في فن السخرية الشاعرية، وينجز بثبات كبير وثقة عالية عملا رائعا ميزته التفرد والعمق الإنساني”.
وفي كلمته بالمناسبة، حرص بنسعيدي، وسط تصفيقات الجمهور، على توجيه الشكر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على دعم جلالته الكبير للسينما بصفة عامة وللسينما المغربية على وجه الخصوص. وتوجه بنسعيدي بالشكر أيضا لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ولمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش التي يرأسها سموه. وأعرب المحتفى به أيضا عن شكره للممثلين الذين اشتغلوا معه وكذا للتقنيين الذين يعملون في الظل.
وقال بنسعيدي في كلمته “لم أخرج فيلمي الأول إلا في سن الثلاثين، وكانت تلك بالنسبة لي ولادة ثانية مهمة مثلها مثل تاريخ ميلادي المكتوب على الوثائق الرسمية”، معتبرا أنه “بعملية حسابية بسيطة، فإن سني الحقيقي، أي مدة اشتغالي في السينما، هو 25 سنة”.
وأضاف بنسعيدي “عمري اليوم 25 سنة، وأحظى بالتكريم، وفيلمي المقبل لن يكون فلمي السابع وإنما فيلمي الأول”، مستحضرا بداياته مع السينما في مسقط رأسه مكناس، وقاعتها السينمائية “كاميرا”.
وفي كلمة باسم الممثلين الحاضرين الذين اشتغلوا مع بنسعيدي، قال ربيع بنجيهل إن تكريم المحتفى به اليوم يمثل “وقفة استثنائية ولحظة خالدة واعترافا بفنان وإنسان تقاسمنا معه هوس المسرح وعشق السينما”.
ونوه بنجيهل في هذا الصدد برجل “مبدع ذي موهبة فنية فذه ومسار رسمه بجدارة واستحقاق، ومخرج وسيناريست ذكي أمتعنا برؤى إخراجية يتماهى فيها الصوت والصورة بكل جمالية وعمق مرسخا بذلك اسما من ذهب مع الكبار”. كما أبرز أن بنسعيدي “وهب حياته للسينما، ومثل المملكة أحسن تمثيل في المحافل الدولية، وجعل من رسالته في الحياة رسالة حب وإبداع وحرية”.
وتميز هذا الحفل بعرض شريط يستعرض الأفلام التي صنعت المسيرة الناجحة لفوزي بنسعيدي، وكذا بعرض فيلمه “الثلث الخالي”.
وأخرج بنسعيدي فيلمه القصير الأول “الحافة” سنة 1997 الذي نال العديد من الجوائز، قبل أن يشارك أندري تيشيني في كتابة سيناريو فيلمه “بعيدا” سنة 2000. وأعقب ذلك إخراجه لفيلمين قصيرين “الحيط… الحيط”، المتوج في قسم “أسبوعي المخرجين” بمهرجان كان، و”خيط الشتا”، الذي توج في مهرجان البندقية.
وفاز فيلمه الطويل الأول “ألف شهر” (2003) بجائزتي النظرة الأولى ولجنة الشباب في قسم “نظرة ما” بكان. وأتبع ذلك بفيلم “يا له من عالم رائع” الذي عرض في مهرجان البندقية. وفاز فيلمه الموالي “بيع الموت” (2011)، المتوج بجائزة “فن وتجريب” في مهرجان برلين، ثم أخرج فيلم “وليلي” (2017) الذي تم اختياره في قسم “أيام البندقية”، ونال سبع جوائز في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.
كما أخرج بنسعيدي فيلم “أيام الصيف” المقتبس عن رواية “بستان الكرز” لأنطون تشيخوف. وتم عرض أحدث أفلامه الطويلة “الثلث الخالي” في قسم “أسبوعي المخرجين” بمهرجان كان سنة 2023. وفوزي بنسعيدي هو أيضا ممثل، فقد لعب في أفلام برتراند بونيلو، نذير مقناش، داود أولاد السيد وجاك أوديار.
وإلى جانب بنسعيدي، كرمت الدورة العشرون للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 2 دجنبر المقبل، الممثل الدانماركي الشهير مادس ميكلسن.