شكل مشروع عملية إرساء النظام الوطني المغربي لتحديد المواقع والتصديق عليها محور ندوة نظمت أمس الخميس بمكناس على هامش الدورة الخامسة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب.
ويكمن الهدف وراء هذه الندوة في التمكين من خلق رؤية مشتركة حول مستقبل برنامج وطني للنظم المبتكرة للتراث الزراعي العالمي في المغرب (SIPAM) بالمملكة المغربية، والذي أطلق في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر” لتعزيز أكبر لشموليته نظرا لاعتباره سياسة عمومية موجهة نحو التنمية الترابية، وتحسين استقطاب الأقاليم، ومواءمة مبادئ التنمية المستدامة مع أسسها.
وفي مداخلة بهذه المناسبة، أوضح وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أن هذا اللقاء ينكب على موضوع إرساء النظام الوطني المغربي لتحديد المواقع والتصديق عليها للاستجابة لمعايير الاستحقاق التي تفرضها النظم المبتكرة للتراث الزراعي العالمي في المغرب كما تم تحديدها من قبل منظمة الأغذية والزراعة.
وأضاف الوزير في خطاب تلاه باسمه رئيس شعبة التنسيق والتقييم التابعة لمديرية تنمية المناطق القروية والجبلية لدى الوزارة، خالد العلوي، أن المواقع التي تصرح بها النظم المبتكرة للتراث الزراعي العالمي في المغرب رسميا تتجلى في ثلاثة مواقع هي إملشيل وآيت منصور وفكيك.
وأورد أن الوزارة تعتزم الاعتراف بعدد أكبر من المواقع المؤهلة في إطار مبادرة النظم المبتكرة للتراث الزراعي العالمي في المغرب، مبرزا أن الهدف الأساسي من ذلك هو إطلاق برامج ملموسة تسعى للحفاظ على التراث الفلاحي المستدام وتقوية صمود الساكنة والأقاليم المعنية.
وفي هذا الصدد، أكد السيد صديقي على الالتزام بتعزيز هذه العملية وبداية بلورة مشروع وطني للنظم المبتكرة للتراث الزراعي العالمي في المغرب والرفع من المساهمة المؤسساتية التي ستؤمنها الوزارة من أجل مواكبة إنشاء هذا البرنامج وإرسائه وكذا ارتباطه باستراتيجية “الجيل الأخضر” 2020 ـ 2030 واستراتيجيات أخرى مندمجة تحملها الوزارة.
من جهته، قال مساعد ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة بالرباط، عبد الحق الليثي، إن النظم المبتكرة للتراث الزراعي العالمي في المغرب هي مبادرة أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة بسنة 2002 من أجل حماية التنوع البيولوجي للأنظمة الفلاحية وحماية المجتمعات من حول العالم.
وقال إن هذه النظم تثمن الموارد الطبيعية المحلية وإدارتها قائمة على ممارسات تتماشى مع السياق المحلي تقوم بدورها على خبرة السكان المحليين وكفاءاتهم، مشيرا إلى أن هذه النظم الفلاحية المبتكرة تعكس تطور الجنس البشري وعلاقته المتجذرة مع الطبيعة.
وأورد بأن هذه النظم أسهمت في الحفاظ على التنوع البيولوجي الفلاحي وتطوره وهو أمر مهم على المستوى الدولي كما وفرت خدمات ومنافع متعددة بصور مستدامة لكافة أفراد المجتمع مع ضمان الأمن الغذائي للسكان المحليين، وسبل العيش والحياة كريمة.
و أوضح أنه في الواقع، الفضل يعود لبراعة المجتمعات المحلية التي طورت هذه النظم المبتكرة للتراث الزراعي العالمي في المغرب وحافظت عليها حتى أصبحت ذات قدرة عالية على التكيف مع التغيرات المناخية لتستحق بذلك الاهتمام بها عن كثب ومواكبتها في تطورها لضمان استدامتها في مواجهة تداعيات التغيرات المناخية والضغوط السوسيو ـ اقتصادية التي تتفاقم أكثر فأكثر.
وشدد على أنه في المغرب، ا درج مفهوم النظم المبتكرة للتراث الزراعي العالمي في المغرب سنة 2022 علما بأنها دولة تتمتع بإمكانات فلاحية ومناظر طبيعية في غاية الأهمية يجدر تسليط الضوء عليها وحمايتها وتثمينها ولاسيما الواحات والمناطق الجبلية، مبرزا أنه منذ هذه اللحظة، مكن التعاون بين منظمة الأغذية والزراعة ومصالح قطاع الفلاحة من التعريف بثلاثة مواقع على الصعيد العالمي على أنها نظم مبتكرة للتراث الزراعي العالمي.
وتتواصل النسخة الخامسة عشرة من الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار “الجيل الأخضر: لأجل سيادة غذائية مستدامة”، إلى غاية السابع من ماي الجاري.