جرى أمس السبت بالرباط، توقيع رواية “سيدات العزيز” للروائي المغربي نزار كربوط، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثامنة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظم من فاتح إلى الـ 11 يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقام الكاتب نزار كربوط بتوقيع مجموعة من نسخ روايته، التي صدرت حديثا عن منشورات المتوسط-إيطاليا، لعدد من زوار الجناح الخاص بدار النشر الإيطالية في رحاب معرض الكتاب، بحضور باحثين مهتمين بالشعر وأدب الرواية.
وتدور أحداث الرواية، الواقعة في 272 صفحة من الحجم المتوسط، بين شخصيتين رئيسيتين، وهما “عزيز”، وهو شاب مثقف، يدير مجلة تابعة لدار نشر مغربية، له بنية جسمانية سليمة، لكنه يعاني من اضطرابات نفسية. و”منال”، وهي شابة مغربية تتميز بشخصية قوية ومتحررة، على الرغم من أنها تعاني من إعاقة جسدية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال نزار كربوط إن الرواية تستعرض التجربة الإنسانية المشتركة لمجموعة من الشخصيات داخل هذا النص السردي، حيث يحاول من خلال الحوارات الدائرة بين الشخوص، طرح مجموعة من القضايا الاجتماعية، “مثل الإعاقة والاضطرابات النفسية، والتي عادة ما تكون مرتبطة بأزمات يعيشها الإنسان في طفولته وتبصم حياته في كبره”.
وأضاف أن روايته تتطرق كذلك لموضوع الدين والتدين والإلحاد، باعتبارها مواضيع تستأثر باهتمام الشباب داخل وسائل التواصل الاجتماعي، “وهي مواضيع تم طرحها بين مجموعة من الشخصيات في الرواية”، مبرزا أنه عمل على دس مجموعة من الأسئلة في جيب القارئ، مرتبطة بكل هذه المواضيع، وبالمشهد الثقافي المغربي.
وأوضح أن هذه الرواية تتميز بتنقل السرد فيها عبر جغرافيات مختلفة، مثل الرباط وبرشلونة والصويرة وتازة وغيرها من المدن، معتبرا ذلك “انفتاحا منه على جغرافيات جديدة التي قل ما نجدها في الأعمال السردية”، و مبرزا أن “سيدات العزيز” تعد الرواية الثانية في منجزه الأدبي، وهي بالنسبة له “تجربة بعوالم جديدة”.
يشار إلى أن نزار كربوط هو شاعر وروائي مغربي، من مواليد 1982، صدرت له دواوين شعرية مثل “رماد عاشق” (2007)، و”أحمري يبتلعه الس واد” (2010)، و”سقف من فراشات” (2013)، و”أهب وجهي للفوضى” (2017)، إضافة إلى رواية “العرض ما قبل الأول” (2020)، التي كانت ضمن القائمة المؤهلة للدورة السادسة عشرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب سنة 2021.
وقام كربوط بتأسيس نادي الكتابة الأدبية بالرباط سنة 2003، وحاز على الجائزة الثالثة للشعر بجامعة محمد الخامس السويسي سنة 2003، وترجمت قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية. ويشارك في العديد من الندوات والأمسيات الشعرية، التي تنظمها مؤسسات متعددة داخل المغرب وخارجه، كما أنه ينشر بجرائد ومجلات مختلفة عربية ودولية.
وتأسست منشورات المتوسط نهاية عام 2015 في ميلانو بإيطاليا،من قبل عرب مهتمين بالثقافة الإيطالية، وإيطاليين مهتمين بالثقافة العربية، إذ تركز في مجال عملها على التبادل الثقافي بين العالم العربي وإيطاليا أولا، ثم بين العالم العربي وأوروبا، وبين إيطاليا والعالم. وتعتبر حاليا واحدة من أكثر دور النشر الفاعلة في العالم العربي.
وتعرف هذه الدورة من المعرض الدولي للنشر والكتاب، التي اختارت كيبيك كضيف شرف تخليدا للذكرى الستينية لميلاد العلاقات الدبلوماسية المغربية الكندية، مشاركة 737 عارضا من 51 بلدا، منهم 287 عارضا مباشرا، و 450 عارضا غير مباشر، يمثلون 51 بلدا.