جرى، أمس السبت، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط (من 1 إلى 11 يونيو الجاري)، تقديم الإصدارات الجديدة للشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، التي تمت ترجمتها من الفرنسية إلى العربية.
ويتعلق الأمر بثلاثة دواوين شعرية هي “لاشيء تقريبا”، و”الشعر لا ينهزم”، والأمل عنوة”، ورواية “الهروب إلى سمرقند”، نقلها إلى اللغة العربية المترجم المغربي محمد خماسي.
وبالمناسبة، قال محمد خماسي إن الدواوين الشعرية المترجمة تتسم بأبعادها الإنسانية والكونية، مما يجعل صاحبها ضمن مصاف الشعراء الكبار، مشيرا إلى أن أعماله تندرج ضمن الالتزام الإنساني والفني والفكري.
وشدد خماسي على أنه “إذا اعتبرنا الترجمة عملا تقنيا، فإن المترجم يظل قارئا متميزا”، مضيفا أنه “حينما تكون هناك ثنائية لغوية لدى الكاتب تسهل الترجمة”، في إشارة إلى إلمام وتعلق عبد اللطيف اللعبي باللغة العربية رغم كونه يكتب باللغة الفرنسية.
وذكر أن ترجمته لهذه الكتب الأربعة فرضت عليه التساؤل في البداية حول الكيفية التي يمكن من خلالها أن “نوصل للقارئ بالعربية كل هذا الزخم من هذه المادة الخصبة”، مضيفا أنه كان “هناك حوار وتفاوض مع شعر وفكر اللعبي”، لاسيما أنه “ينبغي أن تستوعب اللغة التي ننقل إليها النص كل أبعاد اللغة الأصل”.
وسار الكاتب عبد اللطيف اللعبي في نفس الاتجاه، حيث حبذ استعمال توصيف “التفاوض” مع الكاتب لأنه يؤدي إلى البحث عن الكيفية التي تتيح إمكانية “الشعور بالنص من خلال اللغة العربية”، مما أثرى هذه الأعمال المترجمة.
وأبرز أنه كان حريصا على أن تتم مراجعة الترجمة من قبل الكاتب اللبناني عيسى مخلوف “من خلال العين المشرقية”، معبرا عن تعلقه الكبير باللغة العربية “لأنها سرقت مني خلال حقبة الاستعمار الذي عاشها المغرب”.
وقال استطعت استرجاعها عبر الاطلاع على الأدب العربي القديم والأدب المغربي والتراث الشعبي، مما أشعرني بارتياح كبير”، مشددا على أن أهم الكتاب المرموقين لا يكتبون بلغاتهم الأم و”الأهم هو ماذا يكتب الكاتب وليس اللغة التي يكتب بها”.
من جانبه، أكد الكاتب اللبناني عيسى مخلوف أن اللعبي حرص على ترجمة أعماله إلى اللغة العربية، موضحا أنه “يزاوج في كتاباته الأخيرة الذاتي بالموضوعي والأنا بالآخر”، و”نحن أمام نصوص وقصائد تتحرك (… ) ولو انطلق الشاعر من الذات، فإنه يذهب أبعد من السيرة الذاتية في اتجاه رسم المسار الداخلي للكائن أينما كان”.
وأضاف أن قصائد دواوينه المترجمة “هي قصائد الحصاد حيث الكتابة استرجاع للحياة نفسها”، معتبرا أنه لا يمكن “اختصار عالمه في كلمات، بل هو تجربة زاخرة ومتجذرة في القلب والروح”.
يذكر أن اللعبي من مواليد 1942 بفاس، أسس مجلة “أنفاس” سنة1966، وأصدر دواوين وروايات ودراسات عديدة من بينها “العين والليل” (رواية)، و”عهد البربرية” (شعر)، و”قصة مغربية” (شعر)، و”أزهرت شجرة الحديد” (شعر)، و”قصائد تحت الكمامة” (شعر)، و”مجنون الأمل” (رواية)، و”الرهان الثقافي” (دراسات نظرية ومقابلات)، و”تجاعيد الأسد” و”قاع الخابية”.
يشار إلى أن الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعرف مشاركة 737 عارضا من 51 بلدا، منهم 287 عارضا مباشرا، و450 عارضا غير مباشر، يمثلون 51 بلدا، فيما يحل إقليم كبيك ضيف شرف على الدورة.
كما تشهد الدورة تقديم عرض وثائقي يتجاوز عدد عناوينه 120 ألف عنوان بحقول معرفية مختلفة ورسالة ثقافية مشتركة، ليكون زوار المعرض من المغاربة والأجانب في رحاب أكبر مكتبة مفتوحة.