تم أمس السبت تقديم الإصدار الجديد للكاتبة والفنانة التشكيلية لبابة لعلج، بعنوان “الحب والفن، كتابات ولوحات”، وذلك برواق رابطة كاتبات المغرب في إطار فعاليات الدورة ال28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
ويتضمن المؤلف مجموعة من النصوص موزعة على محاور ك “أسطورة الحب” و”مديح الحب” و”الفداء والحب ” و”القلب سيد الحب” و”بحثا عن الإله الحي” و”حب الفن، وفن الحب”، وذلك في قالب يجمع بين البعد الكلاسيكي والمعاصر في آن.
كما تسلط الكتابة الضوء على مختلف واجهات الحب والفن، وذلك عن طريق بناء صرح من المعنى يلغي، بواسطة الفكر، أي تمييز مفتعل بين الإيمان والعقل، وبين الأدب والفلسفة، وبين الحب والفن.
وقالت لبابة لعلج في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة إنه “في هذا الكتاب، أوردت أقوال عدة فلاسفة وكتاب وفنانين احتفوا بطريقتهم الخاصة بالحب ولديهم مسار استثنائي”، موضحة أنها تكرس دائما ثلثا كتبها لشخصيات في جميع أنحاء العالم، لتعريف الأجيال الصاعدة بأعمالهم.
وأضافت أن “الحب يتوجس من التضحية ويتحدى الزمن. إنه حالة وجودية تظهر في جميع أعمال حياتنا، تعطيها معنى وتلهم إبداعنا”.
وأشارت لعلج إلى أنه “بالنسبة لي، إنه أيضا قوة حياة تهدف إلى علاج الطبيعة البشرية وتمثل ارتباطا عميقا بالذات يسمح لنا بالتطور”، مؤكدة أن “الفن هو أيضا شكل من أشكال الحب، وبدونه لا يمكن أن لأي نجاح شخصي أو مهني أن يحقق الارتواء”.
من جهتها، أعربت رئيسة رابطة كاتبات المغرب، بديعة الراضي، عن فخرها باحتضان رواق الرابطة بالمعرض للكاتبة والفنانة لبابة لعلج التي تعتبر عضوا بالرابطة وبالمكتب الدائم لاتحاد كاتبات إفريقيا، مشيرة إلى أن “الاتحاد يحتفل، في إطار هذا النسخة الجديدة من المعرض الدولي للنشر والكتاب بمئة كاتب وكاتبة يمثلون مختلف مناطق المملكة”.
وأضافت الراضي أنه “في هذا العمل، تحاول لبابة نقل نظرتها الخاصة ورؤيتها الفردية للحب، من خلال فنين تعبيريين، الرسم والكتابة”.
من جانبه، أكد الصحفي والأستاذ الباحث، كلود مالان، الذي قدم لهذا الكتاب، أن “لبابة اعتمدت في هذا العمل، سواء باللغة الفرنسية أو العربية، كتابة ممتعة وبسيطة لدرجة أنه يمكن قراءته بسهولة من قبل جميع أصناف القراء”، مشيرا إلى أن “كل ما تكتبه هو حقيقي وجميل ولا يمكن إلا أن نقدره”.
وأضاف أن ما أثار انتباهي بشكل كبير في هذا العمل هو تعدد الشخصيات التي تمثل كل العصور والتي عبرت جميعا عن حبها من خلال فنونها”، مشيرا إلى أن “هذا الكتاب هو في المقام الأول قصة حب قبل أن يكون قصة فن”.
من جهته، اعتبر الأكاديمي والناقد الأدبي، مصطفى النحال، أن الأمر يتعلق هنا بتجربة غير مسبوقة للبابة لعلج التي نجحت في إقامة حوار وتناغم بين الرسم والشعر، مشيرا إلى أنه “عند تصفح هذا العمل، يتولد للمرء أحيانا الشعور بأن الشعر يشرح ويصف اللوحة والعكس صحيح”.
وأضاف السيد النحال “تناولت الكاتبة أيضا موضوع الحب باعتباره قيمة إنسانية نبيلة تتجاوز العصور”، مشيرا إلى أن “الحب في شعر لبابة هو في منزلة بين العلم والذوق”.
يذكر أن لبابة لعلج فنانة تشكيلية وأديبة، من مواليد فاس، توج مسارها الإبداعي عام 2019 بالدكتوراه الفخرية من طرف منتدى الفنون التشكيلية الدولي، وهي عضو رابطات كاتبات المغرب، وعضو المكتب الدائم لرابطة كاتبات إفريقيا.
ومن بين المنشورات حول تجربتها “بزوغ غرائبي”، و”عوالمي” ، و”المادة بأصـوات متعددة”، و”تجريد وإيحاء”، و”سيدات العالم : بين الظل والنور”.
ومن مؤلفاتها الأدبية (كتابات ولوحات) : “شذرات”، و “أفكار شاردة”، و”أيقونات التشكيل بصيغة المؤنث”، و”تصوف وتشكيل”، و”ملحون وتشكيل” ، و”شعر وتشكيل”، و “همس الصمت”، و”موسيقى وتشكيل ” (الجزء الأول والجزء الثاني) ، و”العيش مع الذات”، و”العيش المشترك”.