يلتقى حوالي أربعين كاتبا، اليوم السبت بطنجة، للحديث وتبادل الآراء مع القراء وهواة الأدب في إطار الدورة الخامسة لمهرجان “الآداب المرتحلة”.
وتشهد هذه الدورة من المهرجان، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار “التفكير والكتابة.. عن المتوسط”، مشاركة ثلة من الكتاب والمفكرين رفيعي المستوى من 17 دولة، من بينها المغرب وتونس والجزائر ومصر وإسبانيا وإيطاليا واليونان وفرنسا وهولندا وبلجيكا وتوغو والسنغال وكندا وسوريا والأردن ولبنان والولايات المتحدة الأمريكية .
ويقترح المهرجان، الذي يحط بحاضرة البوغاز بعد أربع دورات سابقة بكل من فاس (2022) ومراكش (2019) وسلا (2017) والدار البيضاء (2018)، على المشاركين التفكير في البحر الأبيض المتوسط ليس كفضاء للصراع والتوتر ، ولكن أيضا للالتقاء والحوار والثقافة.
وتروم التظاهرة، الوفية لشعارها، إرساء وشائج وثيقة بين الكاتب والقارئ، مما يخلق تبادلا بينهما في مساحة مفتوحة تتمتع بموقع استثنائي على مفترق الطرق بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، ويتعلق الأمر بالميناء الترفيهي “مارينا طنجة”، على اعتبار أن الثقافة بشكل عام والأدب بشكل خاص هي أفضل طريقة للتقريب والتآلف بين الناس وتعزيز قيم التعايش والحوار.
ورحبت مديرة مهرجان “الآداب المرتحلة” والناشرة لأدب الشباب، نادية السلمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية M24، باختيار طنجة، كمدينة مفتوحة على العالم، لاستضافة هذا الحدث الثقافي والأدبي بامتياز، منوهة بأن هذا الحدث سيسمح لمدينة البوغاز بأن تصبح “جسرا ثقافيا”، وذلك بفضل وجود 40 كاتبا من جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط.
وذكرت بأن التظاهرة تهدف لأن تشكل ملتقى للثقافات والتقارب بين شمال المتوسط وجنوبه، ووضع الكتاب في متناول القراء، مبرزة أن التظاهرة تعد بتكريس الانفتاح والتبادل والتقاسم.
وتابعت بأن هذا الحدث يتسم بتنظيم مائدتين مستديرتين، إحداهما باللغة العربية والأخرى بالفرنسية، وموعد حضوري لتبادل الآراء، زوال اليوم السبت بمارينا طنجة، حيث سيلتقي الكتاب المشاركون مباشرة مع جمهورهم وعشاق الكتاب.
من جهتها، قالت نجاة فالو بلقاسم، راعية المهرجان، إن هذه النسخة التي تأتي بعد دورات فاس وسلا ومراكش والدار البيضاء، تجمع ما يقرب من أربعين كاتبا من عدة دول للتفكير في البحر الأبيض المتوسط والذهاب للقاء عموم الجمهور والقراء، والتأكيد على أهمية دمقرطة القراءة وتعزيز الإبداع الأدبي.
وأشارت السيدة فالو بلقاسم إلى أن هذا الحدث يتيح للجمهور فرصة لقاء هؤلاء المثقفين والكتاب من مختلف المشارب والبلدان في إطار خلوة ثقافية استثنائية تروم تقريب الكتب من قرائهم.
وتم اليوم السبت تنظيم مائدتين مستديرتين، بمشاركة عدد من الكتاب، من بينهم سميحة خريس وخالد الخميسي ومرام المصري وواسيني لعرج وكاثرين كوسيت وسليمان بشير دياني ورشيد بنزين، والذين ناقشوا موضوع هذه الدورة من المهرجان، مبرزين أهمية تعزيز المبادرات الثقافية الهادفة إلى التقريب بين الثقافات وتعزيز الحوار بين الشعوب وترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك واحترام الآخرين.
يذكر أن هذا اللقاء جرى بحضور، على الخصوص رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، والكاتب العام لعمالة طنجة-أصيلة، حبيب العلمي، والمديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب أنييس هومروزيان، وثلة من الفاعلين الثقافيين.
وشكل اللقاء مناسبة للإعلان عن أسماء الفائزين في مسابقة القصة القصيرة، والتي تهدف إلى تشجيع الإبداع الأدبي بين الكتاب الناشئين، ويتعلق الأمر بنورهان نشأت (مصر)، ومارييت ديكو (فرنسا)، ومحمد مقدادي (الأردن).
ويضم برنامج هذه الدورة، التي ستتواصل إلى غاية غد الأحد، عقد اجتماع مع رؤساء الجمعيات الفرنسية والمغربية النشيطة في تعليم فاقدي البصر بلغة برايل، من أجل التمكن من تطوير العرض الأدبي الخاص بهذه الفئة.