اعتبر قادة دينيون مشاركون في فعاليات المؤتمر البرلماني الدولي للحوار بين الأديان الذي تستضيفه مدينة مراكش، أن هذا المحفل الدولي الفريد من نوعه هو بمثابة “نفحة أمل في عالم موسوم بالأزمات”، منوهين بالدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في النهوض بم ثل التعايش والحوار بين الشعوب والحضارات.
و في هذا السياق، قال الحاخام موشي-دافيد هاكوهين، وهو المدير الشريك لمنظمة أمانة، الجمعية التي تعمل على تعزيز الثقة بين المجتمعات ومحاربة الميز بمدينة مالمو بالسويد، ” يذكي مؤتمر مراكش جذوة الأمل ويوفر نموذجا فريدا من الشراكة بين البرلمانيين، والقادة الدينيين، وممثلي المجتمع المدني، من أجل بناء مستقبل أفضل”.
وأكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأبناء، أن المغرب يملك تاريخا “متفردا” في ما يتصل بالتعايش بين معتنقي كافة الديانات، مؤكدا أهمية “إبراز التاريخ العريق للمملكة الذي يمكن أن يشكل نموذجا في عالم موسوم بالأزمات”.
من جهته، أفاد مدير الشريك في جمعية أمانة، الإمام صلاح الدين بركات، أن المؤتمر البرلماني الدولي حول الحوار بين الأديان، “يمك ن من إعمال حوار دامج، وصريح وبناء من أجل مواجهة الأسئلة التي تعيق تحقيق تعايش مستدام بين الشعوب من مختلف الديانات”، معتبرا هذا اللقاء “خطوة إيجابية” نحو انبثاق مجتمعات أكثر سلما واندماجا.
وسجل المدير الشريك في جمعية أمانة، الهيئة التي تتوخى تحقيق تفاهم أمثل بين المسلمين واليهود بالسويد، أن المغرب، الذي “يمثل نموذجا متفردا في التعايش والتلاقي بين الحضارات”، أظهر مرة أخرى هذه الثقافة المتجذرة دوما في المجتمع المغربي عبر احتضان أشغال هذا المؤتمر.
بدوره أكد الأب بيشوي فخري، عن البطريركية الأرثودوكسية القبطية بأبو ظبي، أن هذه المناسبة غير المسبوقة “تشكل أرضية أفكار واقتراحات تروم تشجيع التعايش وبناء مجتمعات دامجة في إطار تجمع إنساني”.
وقال “ليس غريبا على المغرب أن يبلور مبادرة متفردة وأن يجمع هذه الثلة من البرلمانيين، والقادة الدينيين، وممثلي المجتمع المدني، بغرض تبادل الأفكار في أفق تحقيق الإنسانية”، داعيا البلدان الأخرى إلى أن تحذو حذو المغرب.
ويعرف المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان المنعقد بشراكة مع منظمة أديان من أجل السلام، وبدعم من تحالف الحضارات التابع لمنظمة الأمم المتحدة والرابطة المحمدية للعلماء، مشاركة رؤساء برلمانات وبرلمانيين وقادة دينيين وممثلين عن المجتمع المدني وخبراء للانخراط في حوار بناء وتبادل الممارسات الفضلى لمواجهة القضايا الرئيسية التي تعيق التعايش المستدام.
ويعكس هذا المحفل ذو البعد الدولي الذي يلتئم في المدينة الحمراء رافعا شعار “الحوار بين الأديان : التعاون من أجل مستقبل مشترك”، الأدوار المهمة والمتعددة التي تضطلع بها المؤسسة التشريعية الوطنية ممثلة بمجلسي النواب والمستشارين، والتي تنهل من تاريخ المملكة العريق والحافل بالأحداث والس ير والنماذج المضيئة في مجال التسامح الديني والعيش المشترك.