شكلت رهانات تنمية قطاعي السياحة والصناعة التقليدية، وكذا النهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني، محور اجتماع المجلس الوطني للمقاولة التابع للاتحاد العام لمقاولات المغرب عقد أمس الاثنين بمراكش.
وجرى خلال هذا الاجتماع الأول للمجلس الوطني للمقاولة التابع للاتحاد العام لمقاولات المغرب برسم ولاية 2023-2026، الذي تميز بحضور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، تسليط الضوء على مشاريع وأنشطة الوزارة الوصية ذات الصلة بالقطاعات الثلاثة المتمثلة في السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
كما تم تسليط الضوء على التدابير التي اتخذتها الحكومة، بناء على التوجيهات الملكية السامية التي تروم تحفيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق المتضررة من زلزال 8 شتنبر المنصرم.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب لعلج، أهمية تنظيم هذا اللقاء بمراكش لتسليط الضوء على قطاعين اقتصاديين أساسيين للجهة بشكل خاص وللمغرب بشكل عام، وهما السياحة والصناعة التقليدية.
وأشار لعلج إلى أن السياحة تساهم بنسبة 11 في المائة في الناتج الداخلي الخام في ارتباط كبير بالأنشطة ذات الصلة بها مثل النقل والصناعة التقليدية والتجارة، مضيفا أن القطاع يشغل 550 ألف شخص تقريبا، أي حوالي 5 في المائة من الساكنة النشيطة.
وقال إن هذا القطاع من المتوقع أن يتطور أكثر ويتحول في ظل اتجاهات السياحة العالمية الجديدة واستعداد المملكة لاستضافة أحداث رياضية كبرى مثل كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم للأندية 2029 وكأس العالم 2030.
ومن أجل النهوض بهذا القطاع الواعد، أكد لعلج أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب يسعى إلى مواجهة التحديات المرتبطة بالرفع من قدرة المغرب الاستيعابية في مقاعد الطيران وفي مجال الربط، منوها في هذا الصدد ببرنامج توسع الخطوط الملكية المغربية الطموح والواقعي، الذي تم الإعلان عنه قبل أيام قليلة.
وأضاف أن الأمر يتعلق أيضا، بتحسين القدرة التنافسية للمقاولات في القطاع، والتي ما تزال تواجه المنافسة الدولية والسياق التضخمي وكذلك المناخ الضريبي المرهق، مشددا على ضرورة تأهيل الرأسمال البشري للاستجابة للطلب الكبير المتوقع، وإحداث بنيات تحتية جديدة من أجل استقبال الأحداث الكبرى.
وارتباطا بالصناعة التقليدية، قال لعلج إنه من الضروري إيلاء اهتمام أكبر لهذا المجال وللمعارف الموروثة، داعيا إلى العمل على جعلها أكثر جاذبية للأجيال الجديدة.
وتابع “لدينا قصص نجاح متميزة لمقاولات في هذا القطاع، تمكنت من إبراز صناعتنا التقليدية على المستوى الدولي”، مشيرا إلى أنه يتعين تثمين هذه القصص ومضاعفتها.
وتميز هذا اللقاء أيضا بالتفاعل مع أعضاء الاتحاد العام لمقاولات المغرب حول القضايا المتعلقة بتعزيز البنية التحتية السياحية، والتدابير التحفيزية، وتعزيز عروض النقل الجوي، ودعم إنتاج الصناعة التقليدية المحلية، والحكامة الجيدة، وكذا تكوين وتأهيل رأس المال البشري، الذي يعتبر عاملا جوهريا في الرفع من القدرة التنافسية للمقاولات.
يشار إلى أن المجلس الوطني للمقاولة التابع للاتحاد العام لمقاولات المغرب يعد هيئة استشارية يتم من خلالها التعبير عن الآراء والملاحظات والتوصيات بشأن جميع القضايا التي تهم الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ولا سيما تلك المتعلقة بالسياسة العامة كما يقررها مجلس الإدارة.