افتتحت النسخة الـ 19 من مهرجان قازان الدولي للسينما الإسلامية، مساء أمس الثلاثاء في عاصمة تتارستان، بمشاركة نحو خمسين عملا في المسابقة الرسمية، والتي تمثل أكثر من 20 دولة من بينها المغرب.
وتميز حفل الافتتاح برسائل ترحيبية من وزيرة الثقافة الروسية، أولغا ليوبيموفا، وكبار ممثلي الحكومة المحلية لتتارستان، وبعرض فني يعكس غنى الثقافة والفنون الشعبية التترية.
ويتنافس فيلم “لو كان يطيحو لحيوط” للمخرج المغربي حكيم بلعباس ضمن فئة “الأفلام الطويلة” للمهرجان، إلى جانب تسعة أفلام من روسيا، الهند، العراق، تونس، إيران، طاجيكستان، تركيا، سوريا واليونان، وذلك وفقا لبرنامج المهرجان الذي كشف عنه المنظمون.
واختير الفيلم الطويل الذي تبلغ مدته 136 دقيقة، ضمن “القائمة القصيرة” للمهرجان الذي ستستمر فعالياته إلى غاية 9 شتنبر الجاري في عاصمة تتارستان، الجمهورية الروسية الواقعة على بعد 800 كيلومتر شرقي موسكو.
ويجمع فيلم “لو كان يطيحو لحيوط” ثلة من الممثلين من مختلف الأجيال، منهم على الخصوص، أمين الناجي وحسناء المومني وزهور السليماني وسناء العلوي، وآخرين.
وتنقل لنا كاميرا المخرج حكيم بلعباس من خلال هذا الفيلم، قصص الحياة اليومية لنساء ورجال مدينة “بجعد”، حيث الحياة اليومية تظل صعبة للبعض ورحيمة لآخرين.
ويرصد الفيلم تقاسيم وجوه الزوجات والأزواج، والأمهات والآباء، والأبناء والبنات، لكل واحد قصته مع تناقضات القدر. حيث يمزج بين الألم والأمل، والفرح والحزن، والدمع “الحار” و”البارد”، من خلال صور للحداد وحزن القلب بعد وفاة شخص عزيز، وفرحة ولادة إنسان وما يرافق ذلك من أمل وسعادة.
وفي المجموع، يتنافس 52 عملا سينمائيا من 21 دولة (روسيا، إيران، سوريا، الهند، العراق، المغرب، طاجيكستان، تركيا، اليونان، عمان، قيرغيزستان، تونس، باكستان، بنغلاديش، المملكة العربية السعودية، بريطانيا، السنغال، نيبال، كازاخستان، مصر والجزائر) ضمن فئات “الأفلام الطويلة”، و”الأفلام القصيرة”، و”الأفلام الوثائقية الطويلة”، و”الأفلام الوثائقية القصيرة”، و”المسابقة الوطنية” التي تشمل أعمالا تم إنتاجها في تتارستان.
وتتألف لجنة تحكيم هذه الدورة، برئاسة المخرج السنغالي موسى توري، من المخرج المغربي بوشعيب المسعودي، والمخرج التونسي مختار العجيمي، والمنتج والمخرج المصري ممدوح سالم، وكاتب السيناريو والناقد المصري وليد سيف، والناقد الجورجي دالي أوكروبيريدزه، والممثل التركي رينان بيليك، والمخرج الأذربيجاني فريز أحمدوف، والممثل الإنجليزي جافين لي، ورئيس مهرجان بكين الدولي لأفلام الأطفال لي جي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب بوشعيب المسعودي عن اعتزازه بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي الدولي، مؤكدا أن حضور المغرب ضمن أعضاء لجنة التحكيم أو في المنافسة يشكل مصدر فرح “لا يعرفه إلا من عاشه وعايشه…”.
وأضاف السيد المسعودي، وهو أيضا طبيب مختص في أمراض الروماتيزم، روائي، ومؤلف بالخصوص، لكتابي “السينما والأوبئة” و”الوثائقي، أصل السينما”، أن “أعضاء التحكيم هم شخصيات مهمة في عالم السينما، كل في ميدانه. نتبادل النقاش عن الأفلام ونتجاذب أطراف الحديث حول التجربة الشخصية لكل واحد منها”.
كما هنأ لجنة الانتقاء على جودة الأفلام المختارة لهذه الدورة، مشيرا إلى أن هذه الأعمال تتمتع بجودة بصرية وتسلسل سينمائي عميق يمكن تدريسه في مدارس السينما.
ويهدف مهرجان قازان الدولي للسينما الإسلامية، الذي يقام منذ العام 2005، إلى تعزيز تبادل الخبرات بين المهنيين في عالم الثقافة والفنون من روسيا والدول الإسلامية، وإبراز القيم الإنسانية والروحية والأخلاقية، وكذا التقاليد الثقافية الموضحة في إنجازات صانعي الأفلام المسلمين وغيرهم من الأديان.