ارتفاع سعر “البوطة” يُشعل غضب الشارع المغربي ويُلهب تكاليف المعيشة
يشعر العديد من المغاربة بالقلق والاستياء من زيادة أسعار قنينات الغاز البوطان، والتي بدأت تؤثر بشكل مباشر على أسعار العديد من الخدمات والسلع الأساسية. في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي تتجلى في ارتفاع معدل البطالة إلى 13.5% في الربع الثالث من السنة الجارية حسب معطيات مندوبية التخطيط، وتبدو هذه الزيادة غير مرحب بها وقد تؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي للأسر المغربية.
تأثير زيادة سعر البوتان على الخدمات اليومية
منذ تفعيل زيادة أسعار قنينات الغاز البوطان، لاحظ العديد من المواطنين ارتفاع أسعار بعض الخدمات اليومية. ووفقا لاستطلاع قام به موقع “الأول للأخبار” بين أصحاب المحلات، فقد أكدوا أنهم مضطرون لزيادة الأسعار بسبب تأثير الزيادة في تكلفة البوتان.
وعلى سبيل المثال، قرر بعض أصحاب المحلبات زيادة درهم أو درهم ونصف على المأكولات التي يبيعونها، مبررين ذلك بتضررهم من الزيادة في ثمن البوطان واعتمادهم الكبير عليه في عملهم اليومي.
ردود أفعال أصحاب المحلات والمواطنين
في تصريح لصاحب محل لبيع المأكولات السريعة، قال: “ما يمكنش ما نزدش درهم أو درهم ونص وأنا شاري البوطة ب50 درهم وخدام نهار كامل حتال 12 ديال الليل”، مشيرًا إلى أنه يدرك أن الزبائن يعانون أيضًا، لكن لا يمكنه العمل بخسارة خاصة مع اقتراب العيد والصيف.
من جهة أخرى، أبدى أحد المواطنين انزعاجه من زيادة أسعار المأكولات في المحلات، قائلاً: “تنجي نفطر هنا ديما قبل ما نمشي للخدمة، داب من بعد زيادة ديال البوطة راه زادو علينا حتى صحاب المحلبات درهم وكاين اللي زاد جوج دراهم كاع ومن حقو حيث راه متضرر بحالنا”،
وأضاف: “كان عند بالنا الزيادة كاينة غير فالبوطة ساعة الحكومة لعبتها مزيانة، وخلات الامور الأخرى تزاد بشكل عادي بحال الى ما وقع والو”.
أيوب، صاحب سناك، قال بدوره: “اش غانقول لك حنا نيث مفروض علينا نزدو شوية حيث راه تنستعملو البوطة بشكل يومي باش ندير الفريت والفران، وكلشي اللي عندو علاقة بالبوطة لابد نزدو شوية”.
بالمقابل، طالب أخرون بضرورة تفعيل دور لجان المراقبة، مبررين ذلك بكون زيادة درهم أو درهم ونصف في ثمن وجبة أمر غير مقبول ومبالغ فيه وكون قنينة غاز واحدة قادرة على طهي عشرات الواجبات، وبالتالي فالعائدات من زيادة ثمن الوجبات يغطى مصاريف الغاز ويدر مداخيل إضافية لأصحاب محلات التغذية (سناك، محلبات).
تأثير الزيادة على قطاع المخابز
وفي نفس السياق، أعلنت جمعية أرباب مخابز قلعة مكونة بإقليم تنغير بداية هذا الأسبوع عن زيادة في سعر الخبز، حيث سيصبح سعر الخبز من حجم 250 غرامًا 1.20 درهم ابتداءً من يوم الاثنين.
وأوضحت الجمعية في إعلانها أن هذه الزيادة تأتي في سياق الارتفاع العام في تكاليف الإنتاج، بما في ذلك تكلفة الغاز.
وأتى هذا الإعلان بعد ساعات من إعلان وزارة الاقتصاد والمالية عن زيادة في أسعار أسطوانات غاز البوطان، التي ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم الاثنين.
هذه الزيادات المتتالية تؤكد أن تأثير ارتفاع أسعار البوتان لا يقتصر فقط على القنينات ذاتها، بل يمتد ليشمل مختلف الخدمات والسلع الأساسية التي يعتمد عليها المواطنون في حياتهم اليومية. في ظل هذه الظروف، من المتوقع أن يزداد الضغط على الأسر المغربية، مما يستدعي تدابير عاجلة لتخفيف العبء الاقتصادي عنها.