يشارك المغرب كضيف شرف في الدورة 21 للمعرض الثقافي الإيطالي “ميكرو إديتوريا”، المقامة من 3 إلى 5 نونبر الجاري في تشياري بإقليم بريشيا (شمال إيطاليا).
وتجمع هذه التظاهرة شخصيات ثقافية وسياسية من البحر الأبيض المتوسط حول عدة مواضيع، مع برنامج يشمل على مناظرات وعروض كتب ومعارض وأنشطة مخصصة للشباب.
وبهذه المناسبة، أكد سفير المملكة بإيطاليا، يوسف بلا، في كلمة له خلال افتتاح هذه التظاهرة التي تتميز بحضور لافت لمدينة الداخلة والكاتبة المغربية غيثة الخياط، أن مشاركة المغرب في هذا المعرض المرموق تؤكد مساهمته المتواصلة في إثراء التفاعل الثقافي في الحوض المتوسطي وروابط الصداقة التاريخية التي تجمع المغرب وإيطاليا.
وأضاف بلا أنه “في ظل القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، شهد البعد المتوسطي للمغرب نقلة نوعية على عدة مستويات”، مسجلا أن الحوار بين الثقافات والتبادلات الإنسانية وبناء القدرات في مجال النهوض الثقافي، كان دائما في صلب المبادرات المغربية التي تم إطلاقها في إطار الشراكة الأورومتوسطية.
من جهة أخرى، أكد الدبلوماسي أن “دسترة الهوية المتوسطية للمغاربة ليس مجرد شعار، بل هو واقع يتجسد على الأرض من خلال مجموعة من التدابير المتخذة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي”، مسجلا التزام المملكة ضمن الاتحاد من أجل المتوسط ودورها المثمر في حوار مجموعة (5+5) في كافة المجالات، لا سيما الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والتطرف.
كما نوه السفير بمشاركة مدينة الداخلة، ذات الثروات الثقافية الهائلة، في هذا المعرض الذي يجمع هواة الأدب من جميع أنحاء العالم. وأشار إلى دور البلديات والجهات في تعزيز التعاون والتقارب بين الشعوب والثقافات، مبرزا أن “التعاون اللامركزي يشكل بلا شك قاطرة للتنمية المحلية وحافزا يسمح للدول بتعزيز تعاونها”.
من جانبه، أكد رئيس المجلس البلدي للداخلة الراغب حرمة الله، على أهمية ترسيخ التعاون اللامركزي بين الهيئات المحلية المغربية والإيطالية، مشيدا بجودة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف حرمة الله أن مدينة الداخلة “تشكل فضاء واعدا للتعاون اللامركزي، يزخر بفرص الاستثمار”، مسجلا أهمية تعزيز العلاقات بين البلديات المغربية والإيطالية، لاسيما من خلال مشاريع التوأمة.
من جهة أخرى، أكد المتحدث على دور الأدب، كوسيلة لنقل المعرفة والثقافات والأفكار، في التقريب بين الناس، مشيرا إلى أن الكتب تتجاوز الحدود والحواجز اللغوية.
وتسعى هذه التظاهرة المنظمة من قبل الجمعية الثقافية (لامبرونتا)، بالتعاون مع بلدية تشياري، ومركز الكتاب والقراءة، إلى تسليط الضوء على إنتاج الناشرين الصغار والمتوسطين من إيطاليا والمغرب.