بعد إطلاق نسختها الأولى في سنة 2021، عادت “جائزة نساء إديال” في نسختها الثانية بعد أن تم الإعلان عن الأسماء الأربعة لنساء المتوجات بالجائزة في نسخة 2022. تطمح هذه الجائزة لتكريم مسار أربع نساء مغربيات تميزن من خلال عملهن والتزامهن ومجهوداتهن من أجل تحقيق المساواة في الحقوق والفرص أمام المرأة في المجتمع المغربي في كافة المجالات والميادين. وهكذا فقد فازت أربعة نساء من بين مجموع المترشحات المشاركات في الجائزة خلال هذه السنة، وهنّ: بثينة الخضراوي، وفاء الدهري، هند أبا تراب، ونادية القرباص.
تسعى “جائزة نساء إديال”، التي تمنحها العلامة التجارية “إديال”، إلى مكافأة النساء المغربيات اللواتي سطّرن مسارات متميزة وحققن النجاح خلال مسيرتهن في أربعة ميادين ذات أولوية وهي: المجال المهني والمجال الرياضي والمجال الفني والمجال الإنساني. ويتم اختيار الفائزات بالجائزة من قبل رواد ومستعملي شبكة الأنترنت بالتصويت عليهن على أساس الأداء الذي حققنه والدوافع التي توجه مجهوداتهن بصفتهن نساء ملتزمات ومنخرطات في تحقيق التنمية الشاملة لبلدهن.
تتويج لأربع نساء ولأربعة مسارات ناجحة
تميزت نسخة سنة 2022 من “جائزة نساء إديال” بالمشاركة القوية من قبل المصوتين على المشاركات في هذا الترشيح. وهكذا أسفرت النتائج النهائية عن الأسماء الأربعة المتوجة:
-المسار الإنساني: بثينة خضراوي، طبيبة أخصائية في علم الشيخوخة وعضو فاعل في جمعيات المجتمع المدني التي تعنى بدعم المسنين (+6000 صوت)؛
-المسار المهني: وفاء الظاهري، سيدة أعمال مقاولة وصاحبة علامة تجارية خاصة بمواد ومستحضرات التجميل (+5300 صوت)؛
-المسار الرياضي: هند أبا تراب، بطلة المغرب في سباقات السيارات (+2100 صوت)؛
-المسار الفني: نادية القرباص، مصممة أزياء، مكونة في مجال الخياطة والتطريز وصاحبة معمل للأزياء التقليدية والطرز (+1300 صوت).
لقد أصبحت “جائزة نساء إديال” من دون شك ترسيخا مهما، إذ بات معروفا على أوسع نطاق مدى الشهرة التي تحظى بها المرأة المغربية بكونها امرأة مناضلة ومكافحة في ما تقوم به وفي المجال الذي تشتغل فيه. فقد فرضت نفسها بقوة واستطاعت تحقيق الريادة والنجاح في العديد من المجالات والتخصصات، ليس فقط على مستوى بلدها المغرب، وإنما أيضا على صعيد إفريقيا بأكملها.
بالتالي فإن هذه الجائزة بمثابة تكريس عادل للعمل الملموس والتطوعي الذي تقوم به المرأة المغربية في ما تقوم به، بصفتها مهنية محترفة، في كافة قطاعات الحياة الاقتصادية والاجتماعية وفي جميع التخصصات. وتزداد الأهمية التي تكتسيها هذه الجائزة وتتميز بها لكونها تحتفي بالتزام النساء المغربيات وبمثابرتهن داخل مجتمع لا تزال تطبعه العديد من الإكراهات والعوائق الثقافية والمهنية والمعيارية في مقابل المساواة الكاملة بين المرأة والرجل من حيث الحقوق، فرص الولوج والتحرر والتمكين.
تقدير وعرفان عظيم بأربع فائزات
بالفعل، وكما سبق أن أكد ذلك التقرير الأخير للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بعنوان “وضعية المساواة والمناصفة بالمغرب”، “تكرس هذه الفوارق، خاصة بني الرجال والنساء، الفقر والإقصاء وتشمل سائر الفئات العمرية والأوساط الجغرافية والاجتماعية الأخرى ولها آثار سلبية كبرية على تمتع المرأة بحقوقها، التي بات يكرسها الدستور المغربي الجديد، وعلى المجتمع برمته”.
لهذا الاعتبار، فإن “جائزة نساء إديال” تكتسي رمزية مشتركة، لكونها تعمل على تسليط الضوء على النجاح الذي حققته أربع نساء يستحققن بفضل مسيرتهن كقائدات في النضال والعمل من أجل تحقيق هذه المساواة المعترف بها والمنصوص عليها بشكل صريح في الدستور المغربي.
من خلال تسليطها الضوء على النماذج الملهمة والرائدة في النجاح بين النساء الفاعلات والنشيطات بالمغرب، فإن “جائزة نساء إديال” تطمح، من ناحية، في المساهمة في تكريم النساء المغربيات والاحتفاء بهن، مهما كان مجال عملهن والنشاط الذي يمارسنه، كما تسعى من ناحية أخرى في المشاركة ولو بشكل رمزي في نضالها وكفاحها من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين داخل المجتمع المغربي.
تجدر الإشارة إلى أن ما يميز النساء الأربعة الفائزات بالجائزة في نسخة 2022 هو النتيجة التي أسفرت عنها عملية مميزة شاركت فيها 35 امرأة مغربية مترشحة يشتغلن في ميادين ومجالات متعددة، وقد تم تسليط الضوء على مسيرتهن وخلفياتهن من خلال تقارير وربورتاجات تم نشرها على شبكة الأنترنت.
وبدعم من شركة Somafaco، الشركة الأم للعلامة التجارية إديال Idéal، فإن “جائزة نساء إديال” تستفيد من الدعم اللوجستي والمالي والمعنوي للمجموعة.