أنس بلحاج-ومع
على مساحة أربعة هكتارات، شمال وسط مدينة الرشيدية، تم إنشاء الحديقة الطبيعية “الفضاء الواحاتي البيداغوجي”. هذا المنتزه الممتد على مساحة شاسعة مغطاة بأشجار النخيل والنباتات الحية الخاصة بالمنطقة، يشكل رئة خضراء جديدة لعاصمة جهة درعة – تافيلالت.
ويطمح هذا المنتزه، الذي تم تصميمه على شكل واحة قائمة على توازن الموارد الطبيعية (التربة، المياه، التنوع البيولوجي) في بيئة قاحلة، إلى تعزيز الثقافة الواحاتية مع قصورها وقصباتها ذات الهندسة المعمارية الفريدة وبساتين النخيل وغنى تنوعها البيولوجي.
ويكمل هذا الفضاء، الذي يستعد لاستقبال زواره الأوائل خلال الأيام القليلة المقبلة، مسرح كبير في الهواء الطلق، ومسبح شبه أولمبي، ومسبح للأطفال، وقصور صغيرة، ومئات من أشجار النخيل ونباتات الزينة، ونافورات مجهزة بمضخات، ومقهى- مطعم بتصميم محلي، ومعدات رياضية للكبار، وشبكة إنارة بالطاقة الشمسية، وكذا ألعاب للأطفال.
واعتبر نائب رئيس مجلس جماعة الرشيدية، سيدي عمي مولاي الزاهيد، أن “هذا الفضاء الإيكولوجي الجديد، سيشكل متنفسا رائعا يمكن زواره من الهواء النقي، وممارسة الرياضة، والتنزه، كما يشكل فضاء لبناء مجتمع أكثر حيوية حيث يشعر الجميع بالانتماء”.
وقال مولاي الزاهيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا المنتزه يشكل ثمرة شراكة ثلاثية بين جماعة الرشيدية، والمجلس الإقليمي للرشيدية، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات والأركان، مؤكدا أن هذا الفضاء سيمكن من تعزيز الثقافة الواحاتية، وزيادة الوعي بحماية البيئة، وتعريف الزوار بمجموعة النباتات الصحراوية الخاصة بالجهة.
وأضاف أن “معظم سكان المدينة يشعرون أنهم بحاجة إلى نوع من الحيوية وتجديد الصلة والقرب من الطبيعة”، مشيرا إلى أن “خلق الانسجام بين الفضاءات الواحاتية والمناطق الحضرية يشكل إجابة مناسبة لهذا السعي وراء تحقيق الرفاه”.
من جهتها، أكدت رئيسة قسم الشؤون الادارية والمالية والتراث بجماعة الرشيدية، مينة بنودي، أن هذه الحديقة الواقعة وسط جبال قاحلة وصحراء تمتد إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة، توفر ثروة نباتية استثنائية تجذب أنواع مختلفة من الزوار.
وتابعت أن “هذا القرب من الطبيعة يعزز الرفاهية ويقلل من التوتر ويوفر فضاء مواتيا للتواصل واللقاءات بين الأشخاص من مختلف الأجيال والأوساط الاجتماعية”، مضيفة أن هذه الحديقة تشكل أيضا فضاء تربويا وثقافيا مفتوحا أمام جميع التلاميذ والطلبة بالجهة.
وبالنسبة للسيدة بنودي، سيساعد هذا المنتزه في تعزيز البنية التحتية الترفيهية والرياضية للمدينة، وتطوير مهارات الاستكشاف لدى الشباب والأطفال، وتعزيز الوعي البيئي لدى الساكنة المحلية.
ويضم الفضاء الواحاتي البيداغوجي للرشيدية، من بين أمور أخرى، أزيد من 450 نخلة، وعشرات من أشجار الفواكه (الرمان والتين والزيتون…)، و20 نافورة رخامية وحجرية، و40 مأوى منجزة بالقصب، و150 لوحة جدارية، وفضاء مخصص للأنشطة الثقافية، وحمامات ومرافق صحية، إلى جانب نظام للري بالتنقيط.