انطلقت، أول أمس الجمعة، بدار الصويري، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان “صقر إليونورا بموكادور”، وهي تظاهرة تطمح إلى تثمين هذا النوع من الطيور والحفاظ عليه، والذي يعد رمزا حقيقيا لمدينة الصويرة.
وتروم هذه التظاهرة، المنظمة، تحت شعار “الصويرة المأوى المحمي لصقر إليونورا”، على الخصوص من قبل مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب، ومبادرة الجزر الصغرى للمتوسط، وجمعية “موغا غرين”، والوكالة الوطنية للمياه والغابات، بدعم من عدة شركاء، تثمين نتائج أعمال خبراء علم الطيور، والمتدخلين الذين يساهمون في الحفاظ على هذا الطائر.
كما يشكل المهرجان فرصة للتبادل بين صناع القرار على الصعيدين الوطني والمحلي، والجهات الفاعلة في المحافظة على هذا النوع من الطيور ومحيطه وموائله، من أجل تحديد الوسائل التي يتعين تفعيلها لتثمين وإدامة الحفاظ على هذا التراث الفريد من نوعه.
وقالت رئيسة مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب، رحيمو الحمومي، خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المهرجان، بحضور ثلة من الباحثين والخبراء المغاربة والأجانب، إنه في سياق دولي يتآكل فيه التنوع البيولوجي بسبب الأنشطة البشرية وتدمير البيئات الطبيعية، وبينما يطمح الكوكب بأسره إلى حماية نظمه الإيكولوجية وتنوعه البيولوجي والحفاظ عليهما، “هناك قصص تحيي الأمل وتستحق أن تروى، كما هو الحال مع صقر إليونورا في موكادور”.
وأضافت الحمومي أن هذا الطائر وبعدما كان مهددا إلى درجة أنه كاد أن ينقرض ، وجد الآن ملاذا في أرخبيل الصويرة بفضل جهود وانخراط الوكالة الوطنية للمياه والغابات، والعلماء ومنظمات المجتمع المدني. وأشارت الحمومي، وهي أيضا أستاذة باحثة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إلى أن هذا المهرجان يهدف إلى المساهمة في الحفاظ المستدام والتدبير المندمج لهذا الموقع الطبيعي ذي الأهمية التراثية الكبيرة، وكذا حماية وصون تنوعه البيولوجي، لاسيما صقر إليونورا.
كما تشكل هذه التظاهرة فرصة لتقريب الجمهور العريض من عالم الطيور وخاصة صقر إليونورا، وكذا هجرته وضرورة الحفاظ عليه من خلال حماية موائله.
من جهته، أشار رئيس جمعية “موغا غرين”، هشام أغورد، في تصريح لقناة (إم24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى البرنامج الغني والمتنوع لهذه التظاهرة، مؤكدا على الأهمية البيئية والثراء الطبيعي لأرخبيل موكادور.
وأضاف أغورد أنه من هنا تأتي أهمية مبادرة تنظيم هذا المهرجان من أجل تسليط الضوء على هذا الثراء، مع إبراز المكانة الرائدة التي تحتلها مدينة الصويرة كأول ملجأ دولي لهذا النوع من الطيور.
وأكد باقي المتدخلين خلال هذه الجلسة الافتتاحية على ضرورة الحفاظ على هذا النوع وموائله، مؤكدين على أهمية توعية المواطنين حول الدور المركزي لهذا الطائر، كرمز للمدينة.
وأوضحوا أن الحفاظ على صقر إليونورا أسهل من استعادته، مشيدين بتنظيم هذا المهرجان باعتباره مبادرة بيئية بامتياز.
كما أعربوا عن سعادتهم برؤية هذا النوع من الطيور في أحسن أحواله في الصويرة، مبرزين مساهمة المغرب التي لا يمكن إنكارها في الحفاظ على هذا التراث البيئي العالمي.
وتمثلت اللحظة القوية في اليوم الأول من المهرجان في تقديم عرض مسرحي بعنوان “أفالكاي أوف موغادور” (أفالكاي أي الطائر باللغة الأمازيغية)، من إخراج المعلمة ماجدة أمازيان وأداء بعض من التلاميذ.
وأثار هذا العمل الفني إعجاب الجمهور وشكل فرصة لتقديم معلومات عن هذا النوع بلمسة فنية وإبداعية ورواية تاريخه المذهل وخصوصياته المتعددة، من قبيل هجراته، وفترة تزاوجه المتأخرة عن الصقور المهاجرة الأخرى، ونظامه الغذائي وخصوصياته الأخرى.
إثر ذلك تم تنظيم لقاء – مناقشة مع خبراء، خصص لتبادل المعلومات حول الجوانب العلمية والتقنية والمراحل التي تم قطعها في عملية الحفاظ على هذا النوع، الذي يشكل أحد أفضل أمثلة الحفاظ عبر العالم.
وقترح المنظمون، خلال هذه الدورة الأولى، سلسلة من الأنشطة للإخبار والتحسيس لفائدة الفاعلين المحليين والسكان والصيادين والزوار حول هذا النوع، وأهمية الحفاظ على البيئة الطبيعية للصويرة، وجزرها وساحلها.
ويشمل برنامج المهرجان تنظيم ندوات ومعارض للرسم والتصوير الفوتوغرافي وأنشطة مراقبة الطيور، ودروس في الرسم وزيارات ايكولوجية إلى مواقع محيطة بالصويرة.
وتجدر الإشارة إلى أن جزر الصويرة تحتضن أهم موطن عالمي لصقر إليونورا، حيث يعشعش حاليا 1500 زوج كل سنة.
ويأتي هذا المهرجان من أجل تثمين وإدامة هذا النجاح في الحفاظ على هذا النوع، والذي يعد ثمرة سنوات من العمل والحفاظ الفعال من قبل علماء، والوكالة الوطنية للمياه والغابات، مدعومين بالتعاون الذي يجمعهم مع منظمات وطنية ودولية.